جدول المحتويات:
نجاح النفاذية الرقمية في الاتحاد الأوروبي
حققت بلدان الاتحاد الأوروبي تقدماً ممتازاً في مجال النفاذية الرقمية. واتخذت، بصورة جماعية، إجراءات عملية خلال اجتماع وزاري عُقد في عام 2003 من أجل إنشاء مجتمع مفتوح قائم على المعرفة يمكن لجميع المواطنين الوصول إليه من خلال اعتماد إرشادات مبادرة تيسير النفاذ إلى الوب (WAI) لجميع مواقع الوب العامة. في عام 2004، تم إجراء مسح مقارن لتقييم مطابقة المواقع الإلكترونية لإرشادات النفاذ إلى المواقع الشبكية في أربعة بلدان أوروبية هي ألمانيا، وأيرلنديا، وفرنسا، والمملكة المتحدة[1]. شملت الدراسة مواقع إلكترونية من فئات مختلفة بما في ذلك مواقع فنية وترفيهية وتعليمية ومواقع الحكومة ومواقع علوم وبيئة. وتبيّن أن المطابقة العامة للمواقع الشبكية التي تم أخذ عينات منها مع إرشادات النفاذية إلى الإنترنت ضعيفة. ولم يلبّ أي من المواقع مستوى AAA لإرشادات النفاذ إلى محتوى الوب WCAG، ولم يستوف سوى 6 في المائة المستوى A. ولوحظ تجاوز 1 في المائة من المواقع في المملكة المتحدة مستوى "AA" بينما فشلت 100 في المائة من المواقع في البلدان الثلاثة الأخرى في تحقيق ذلك. منذ التصديق على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تحسّن النفاذ إلى المواقع الإلكترونية بشكل ملحوظ، كما اتضح من مسح الأبحاث الذي أجرته "كليك-واي" في عام 2016 لقياس نفاذية الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مواقع التجارة الإلكترونية[2]. إذ أظهر المسح تحسناً ملحوظاً في العديد من قضايا النفاذية، وأفاد عن امتثال مواقع التجارة الإلكترونية لما يقرب من 50 في المائة من معايير إرشادات النفاذ إلى محتوى الوب WCAG2، ولكنها تعاني من مشكلات ملموسة تتعلق بعدم إمكانية النفاذ، مثل ضعف الروابط، ومحتوى التصفّح، والنفاذ إلى قارئات الشاشة، وضعف النفاذ إلى لوحات المفاتيح.
كشف مسح أجرته (كليك أواي باوند) Click-Away Pound عام 2019 عن إخفاقات كبيرة في قضايا النفاذية الرقمية. وعلى الرغم من توفر احتياجات النفاذ لأكثر من 7 ملايين شخص (بزيادة قدرها مليون شخص منذ مسح عام 2016)، لا تزال العديد من المواقع الإلكترونية تعاني من عوائق تحد من هذا النفاذ. يحتوي حوالي 66 في المائة من مواقع الويب التي شملها المسح على محتوى مزدحم يعيق تصفح الأشخاص ذوي الإعاقة وبالمثل، لا تزال تعبئة الاستمارات، وتباين الألوان، وتصاميم النصوص، والصور المتحركة، تشكل مسائل صعبة، مع نسبة امتثال أقل من 50 في المائة. وهذا يدل على أن الامتثال الكامل لمعايير إرشادات النفاذ إلى محتوى الوب WCAG2 يشكل تحدّياً حقيقياً.