جدول المحتويات:
مقدمة
تعليم التلاميذ ذوي الإعاقة هو جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي العام كما ورد في سياسة التعليم للمملكة العربية السعودية في أهدافها العامة 54-57 و188-194 (وزارة التربية والتعليم، 1432). وتنص الأنظمة والمواثيق على أن توفير نظام تعليمي يراعي احتياجاتهم هو حقّ من حقوقهم المكتسبة. فالاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صدرت عن الأمم المتحدة في عام2006 ، والتي وقّعت عليها معظم دول العالم، تشير في مادتها الرابعة والعشرين إلى ضرورة إعمال ﻫﺬا اﻟﺤﻖّ دون ﺗﻤﻴﻴﺰ وعلى أساس من ﺗﻜﺎﻓﺆ اﻟﻔﺮص، حيث ينبغي أن تكفل الدول عامة ﻧﻈﺎﻣﺎً ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺎً ﺟﺎﻣﻌﺎً لجميع اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت ولكل التلاميذ. وبتوقيع المملكة العربية السعودية على هذه الاتفاقية في عام 2008، تزايد الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة ذوي الإعاقة الفكرية، وتم التركيز على ضرورة إيجاد مناهج مناسبة لإكساب التلاميذ ذوي الإعاقة عامةً، وذوي الإعاقة الفكرية خاصةً، الذين لا يتمكنون من الاستفادة من مناهج التعليم العام بشكلها الحالي، المهارات الأكاديمية والاجتماعية والاستقلالية والمهنية التي تؤهلهم للحياة العامة.
يحتاج بناء وإعداد مناهج للتلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية إلى دراية ومعرفة متعمقة بخصائصهم واحتياجاتهم، وإلى فهم الظروف التعليمية المبنية على متطلبات المجتمع وحاجات واهتمامات المتعلِم (بطرس، 2010). وينبغي مراعاة تدرُّج وتنظيم المحتوى وتسلسله، ومراعاة الأسس العامة للنمو الجسدي والعقلي والاجتماعي للتلاميذ، مع وضع تصوّر عام للأنشطة ووسائل التعليم والتقييم. وبهذا تكون الركيزة الأولى لبناء مناهج ذوي الإعاقة الفكرية هي المعرفة بخصائص وحاجات التلاميذ من جميع الجوانب (عبد الحق، 2009). وانطلاقاً من الاهتمام بحاجات التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية، وبالتركيز على خصائصهم، يتبيّن أن القصور في مهارات السلوك التكيُّفي، التي تسبِّب قصوراً في اكتساب المهارات الوظيفية، يعود إلى حاجتهم إلى برامج ومناهج لتنمية المهارات التي يحتاجونها في حياتهم اليومية وتحقيق استقلاليتهم بشكل متزايد تماشياً مع مراحل نموّهم.
وعلى هذا الأساس، تدعو الحاجة إلى وضع منهج وظيفي للتلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية، يلبي احتياجاتهم، ويسد الكثير من الثغرات في المناهج الحالية.
وفي ما يلي بعض التعريفات لمفاهيم ومصطلحات أساسيّة مستخدَمة في الدراسة.
التعريف الجديد للإعاقة الفكرية (2021)
الإعاقة الفكرية هي إعاقة تتصف بقيود كبيرة في الأداء الفكري والسلوك التكيُّفي، تعيق العديد من المهارات الاجتماعية والعملية اليومية. وتبدأ هذه الإعاقة قبل سن 22.
وتعرِّف الباحثة التلميذات ذوات الإعاقة الفكرية المتوسطة إجرائياً بأنهن التلميذات الملتحِقات بمعاهد وبرامج التربية الفكرية التابعة لإدارة التربية والتعليم، وااللواتي تتراوح درجة ذكائهن بين 40-54 درجة على اختبار وكسلر، أو 36-51 درجة على اختبار ستانفورد بينيه، أو ما يعادل أيّاً منهما من اختبارات الذكاء الفردية المقننة الأخرى. وتقع أعمارهن ما بين 6 إلى 21 سنة.
المنهج الوظيفي (Functional Curriculum)
عرَّف قسم دعم وخدمات الطلاب بوزارة التعليم في ولاية نيوفاوندلاند ولابرادور في كندا (2008,p.7) Division of Student Support Services المنهج الوظيفي بأنه "المنهج الذي يركز على تنمية المهارات الوظيفية اللازمة لتعزيز المشاركة المجتمعية في حياة التلاميذ المستقبلية، وهو يبدأ من سن مبكر من دراسة التلميذ ويركز على نقاط القوة الحالية والاحتياجات المستقبلية".
وتعرِّف الباحثة المنهج الوظيفي إجرائياً بأنه مجموعة من الإجراءات والتطبيقات المتعلقة بمجال المهارات الشخصية والمجال الاستقلالي التي يتم تدريسها للتلاميذ من ذوي الإعاقة الفكرية في مختلف المراحل العمرية والدراسية، لتدريبهم على المهارات الحياتية الوظيفية اللازمة للمشاركة المجتمعية.