واو. دراسات سابقة

لا تتوفّر دراسات تتعلق مباشرة بالعيش المستقل للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع العُماني، إنما تشمل الأدبيّات عدة دراسات تتناول قدرة هؤلاء الأشخاص على التكيّف في البيئات المختلفة. وعلى الرغم من اختلاف الموضوعين، يمكن الاستفادة من هذه الدراسات لتحليل الوضع الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة، والاستناد إليها لأنها تشمل الفئة العمرية والظروف الاجتماعية نفسها التي تتناولها الدراسة الحالية.

  1. "تكيف الطلبة ذوي الإعاقة مع الحياة الجامعية"[1]. الهدف من الدراسة هو التعرف على مدى قدرة الطلاب ذوي الإعاقة على التكيف مع الحياة الجامعية باستقلالية، في ظل التسهيلات الإدارية والتقنيات المتاحة والمراعاة الاجتماعية. وأظهرت نتائج الدراسة قدرة عالية لدى الطلاب على تقرير المصير وزيادة اعتمادهم على أنفسهم بعد انفصالهم عن أسرهم.
  2. "قلق المستقبل لدى الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية"[2]. الهدف من الدراسة هو التعرف على مستوى قلق الطلاب ذوي الإعاقة السمعية من المستقبل بعد المرحلة الدراسية. وأظهرت نتائجها قلقاً أكبر لدى الذكور مقارنة بالإناث، في ظل ثبات المتغيرات الاجتماعية.
  3. Independent Living for People with Disability and High Dependency Needs[3]. بحثت الدراسة في السياق التشريعي للعيش المستقل للأشخاص ذوي الإعاقة في أيرلندا ومتطلبات تحقيقه. وأظهرت النتائج أن كثيرين يشعرون بالقلق فيما يتعلق بتقرير المصير، على الرغم من التسهيلات الكثيرة المتاحة لهم. وشددت الدراسة على ضرورة وضع سياسة واضحة تسهم في إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة بفاعلية في كل ما من شأنه الارتقاء بمتسوى حياتهم اليومية.

وعلى الرغم من أن الدراسات العربية والوطنية السابقة تختلف بمحتواها عن الدراسة الحالية، يمكن الاستفادة منها بالنظر إلى تقارب العينات والمجتمعات. وسلطت الدراسات السابقة الضوء على الأشخاص ذوي الإعاقة ومدى استيعاب الإطار التشريعي والمؤسسي لاحتياجاتهم في العيش المستقل. وركزت على تصورات هؤلاء الأشخاص عن أنفسهم، وهي من العوامل المهمة في قدرتهم على العمل وتكوين أسرة باستقلالية.

في المقابل، لم تتطرق الدراسات السابقة إلى ممارسات يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة اتباعها لتحقيق العيش المستقل، وهو ما تركز عليه الدراسة الحالية من خلال التعرف إلى التحديات والتصورات من أجل زيادة قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الاعتماد على الذات وتقرير المصير.


[1]   المياحي، 2020.

[2]   شريفة، 2022.

[3]   O'Donnell, 2019.