5. الخاتمة والتوصيات

في ظل التغيُّر الديمغرافي المتسارع، ولا سيّما زيادة نسبة كبار السنّ في المجتمعات العربية، والتطوّر البارز في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لا بدّ من الركيز على النفاذية الرقمية لكبار السنّ كغيرها من فئات المجتمع.

وبالرغم من التقدّم المُحرَز في هذا المجال، لا تزال بعض الدول العربية تواجه تحديات تشريعية وتنفيذية يتطلب التصدي لها زيادة الوعي بأهمية النفاذية الرقمية التي تعود بالفائدة على مستخدمي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وجميع فئات المجتمع، والقطاعين العام والخاص.

واستعرضت الوثيقة بعض الجوانب الإيجابية للإدماج الرقمي وفائدته على الأفراد والمجتمعات، وأبرزها بناء قدرات فردية لدى كبار السنّ، وتمكينهم من العيش المستقل، والحفاظ على كرامتهم ضمن بيئة رقمية تعزِّز إدماج جميع فئات المجتمع. وعرضت الوثيقة أربعة جداول عن الإرشادات الفنية لنفاذية كبار السنّ إلى منتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالاستناد إلى الإرشادات الفنية الدولية المعتمدة والتصنيفات حسب درجات الصعوبة، لتتماشى مع متطلبات كبار السنّ. كما أنها قدّمت إرشادات عامة لمصمّمي ومطوّري تطبيقات التكنولوجيات الجديدة لتعزيز نفاذية كبار السنّ إليها.

التوصيات

تقدّم الوثيقة توصيات يستند بعضها إلى مداخلات ومقترحات الخبراء والمشاركين في الجلسة التشاورية التي عُقدت لمراجعة الدراسة أو المراسَلات الإلكترونية، وأبرزها:

  1. وضع سياسات وطنيّة واضحة قابلة للتنفيذ لضمان نفاذية كبار السنّ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإنشاء هيئات متخصّصة لمراقبة التنفيذ.
  2. اعتماد المبادئ التوجيهية الفنية في جميع المواقع الإلكترونية، والخدمات الرقمية، وأدوات وأجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقنوات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتقييم نتائجها من خلال مراجعات دورية.
  3. تقديم برامج تمكينيّة وتوعويّة لكبار السنّ تحسّن مهاراتهم في مجال التكنولوجيا للاستفادة من الخدمات الرقمية والتمّكن من استخدام التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي. وتسهم هذه الممارسات في دعم استقلاليتهم وتحسين صحتهم الجسدية والنفسية وإزالة العوائق الاجتماعية التي تحد من تقبُّلهم لتكنولوجيا المعلومات، كما أنها تشجع على إدماجهم في الجهد الاقتصادي الوطني.
  4. تصميم وتنفيذ برامج لمحو الأمية الرقمية تشجّع على نشر التوعية ودعم التكافل بين الأجيال، فضلاً عن إدماج مفاهيم النفاذية الرقمية في المناهج التعليمية المدرسية والجامعية.
  5. بناء قدرات وطنية من خلال التشجيع على مشاريع ريادية في مجال النفاذية الرقمية في القطاع الخاص، فضلاً عن تقديم تدريبات وإجراء مسابقات وطنية متخصّصة في التكنولوجيا الناشئة ودورها في تعزيز النفاذية الرقمية.
  6. زيادة التعاون البيني بين الدول العربية في مجال النفاذية الرقمية والاستفادة من المبادرات التي تتخذها الإسكوا عبر المنصة العربية للإدماج الرقمي، وما توفّره من إرشادات فنية وأدوات لتطويرالسياسات الوطنية التي تهدف إلى تحسين النفاذية الرقمية لكبار السنّ.