التوصيات للمضي قدماً

نتيجة الطبيعة المعقدة للإعاقة، انتشرت إحصاءات الإعاقة التي لا يمكن مقارنتها ولا يسهل تفسيرها. وتُعتبر موافقة غالبية البلدان العربية على اتباع نهج معياري واحد في جمع البيانات إنجازاً بحد ذاته، من خلال تطبيق المجموعة القصيرة لفريق واشنطن بوصفها الطريقة الموحدة لجمع البيانات. ولا بد من إجراء تحسينات لتوسيع نطاق هذا الإنجاز الجماعي من أجل التوصل إلى تحليل قابل للمقارنة على المستويين الإقليمي والدولي، وتوفير بيانات واقعية حول وضع الأشخاص ذوي الإعاقة. وهذا يتطلب تحسين الأساليب التي تطبقها البلدان حالياً، وتوسيع المجالات لتتجاوز نطاق المجموعة القصيرة لفريق واشنطن وتقيس مجالات أخرى هامة للمنطقة.

وبناء على ذلك، أعدّت الإسكوا، بالتشاور مع البلدان العربية وفريق واشنطن، مجموعتين من التوصيات، تتمحور الأولى حول قياس انتشار الإعاقة في المجالات الإقليمية، والثانية حول تحسين تطبيق نهج فريق واشنطن.

1. المجموعة القصيرة لفريق واشنطن المعدلة للمنطقة العربية

ينبغي أن تستجيب الإحصاءات إلى احتياجات السياسة العامة، وأن تجمع البلدان بيانات في مجالات محددة من الصعوبة بهدف وضع البرامج المناسبة. وقد أدرجت بعض البلدان في استبياناتها الوطنية مجالات غير محددة مثل "صعوبة أخرى" أو "صعوبات متعددة" أو "صعوبة رئيسية" لكي يختار من بينها المجيبون عند الإجابة عن الأسئلة، ولكن هذه المجالات لا تزوّد صانعي السياسات بأي معلومات قيمة. ويوصى بأن تستفيد البلدان من المساحة المتاحة في الاستبيان لإضافة مجالات محددة ومتعلقة بالبلد. وعلى المستوى الإقليمي، يؤكد صانعو السياسات أنه من المهم قياس الإعاقة في الجزء العلوي من الجسم مثل حركة اليدين والذراعين، فهذا يؤدي إلى معدلات انتشار أعلى على المستويين الوطني والإقليمي. 

وسبق للإمارات العربية المتحدة وعُمان أن أدرجا المجال المتعلق بحركة الجزء العلوي من الجسم في مسوح الأسر المعيشية والتعدادات. ولم يدرج كل من فلسطين والعراق المجموعة القصيرة لفريق واشنطن المعنية بالاعتناء بالنفس في مسوح الأسر المعيشية أو التعدادات لأسباب ثقافية.

وبما أن مجال "الاعتناء بالنفس" غير شامل بما يكفي، ويُعتبَر سؤالاً حساساً يصعب طرحه في بعض الثقافات، على البلدان أن تضيف تحت عنوان "الاعتناء بالنفس" سؤالين حول وظائف اليدين والذراعين وفقاً للمجموعة الموسّعة لفريق واشنطن على النحو التالي: "هل تواجه صعوبة في رفع إناء يحتوي على لترين من الماء أو المشروبات الغازية من مستوى خصرك إلى مستوى عينيك؟"، و"هل تواجه صعوبة في استخدام يديك وأصابعك لالتقاط أشياء صغيرة كالأزرار أو قلم رصاص، أو في فتح علبة أو زجاجة أو إغلاقها؟". وسيساعد طرح المزيد من الأسئلة، تحت عنوان "الاعتناء بالنفس" حول حركة "الجزء العلوي من الجسم"، المجيبين على تقبلها وفهمها، ما سيؤدي إلى جمع معلومات إضافية حول مجالات وظائف "الاعتناء بالنفس"، ورفع معدلات الانتشار، وتحسين دقتها.

ويمكن إضافة هذين السؤالين المتعلقين بمجال "الجزء العلوي من الجسم" إلى تلك المعنية بالأنشطة الأساسية الستة للمجموعة القصيرة لفريق واشنطن، لتشكل النموذج العربي للمجموعة القصيرة لفريق واشنطن، المؤلف من سبعة مجالات رئيسية حول أداء الأنشطة.

ويبيّن الإطار 26 مجموعة الأسئلة الموصى باعتمادها للمجالات الستة التي يشملها النموذج العربي للمجموعة القصيرة لفريق واشنطن (AWG-SS+) وهي: النظر، والسمع، والتنقل (المشي أو صعود السلالم)، والإدراك (التذكر أو التركيز)، والاعتناء بالنفس، والتواصل، إضافة إلى أداء الجزء العلوي من الجسم المتعلق بعمل الذراعين واليدين.

ويُحدَّد معدل انتشار الإعاقة بالاستناد إلى الجواب "صعوبة كبيرة" أو "لا أستطيع أبداً" في مجال واحد على الأقل من المجالات الستة حول أداء الوظائف. وعند هذا المستوى من الصعوبة، يتم احتساب الأشخاص الذين يواجهون صعوبات متعددة مرةً واحدة. وعندما لا تكون الإجابة "صعوبة كبيرة" أو "لا أستطيع أبداً" في أي من المجالات، يُعتبَر الشخص المعني من دون إعاقة، حتى ولو كانت إجابته "بعض الصعوبة في مجالات معينة". وتُحتسَب فقط المجالات التي تكون فيها الإجابة "صعوبة كبيرة" أو "لا أستطيع أبداً"، فإذا كانت إجابة الشخص "صعوبة كبيرة" أو "لا أستطيع أبداً" في مجال واحد على الأقل، يُعتبَر من ذوي الإعاقة، حتى ولو كانت إجابته في مجالات أخرى "بعض الصعوبة". وينطبق هذا الحد الفاصل في التصنيف على كل من مجالات الوظائف أي صعوبة في النظر، وصعوبة في المشي، إلخ. 

وتجدر الإشارة إلى أن الحصول على الأجهزة المساعِدة قد يكون صعباً في بعض البلدان، ولا سيما في المناطق الريفية، وتحديداً للعائلات المنخفضة الدخل، أو لمن لا يمكنه الحصول على التأمين الصحي، أو في الحالات التي يكون فيها توفّر المعينات السمعية أو حتى المعرفة بها محدوداً للغاية، أو في الحالات التي تُستورَد فيها هذه الأجهزة، ما يجعلها باهظة الثمن وغير مدعومة. وفي هذه الحالات، لا تستخدم البلدان عبارتَيْ "حتى وأنت تضع نظارات طبية" أو "حتى مع استخدام معينات سمعية"، في الأسئلة المتعلقة بالنظر والسمع. وينبغي للبلدان التي تقرر حذف الأسئلة المعنية بالأجهزة المساعدة في استبياناتها أن تقدم تبريراً حول مدى توفّر هذه الأجهزة لعامة الناس ومدى استخدامها، وما إذا كانت مدعومة و/أو مشمولة بالتغطية التأمينية.

2. تعزيز تطبيق نهج فريق واشنطن

يتيح نهج فريق واشنطن أدوات موحدة تؤدي إلى بيانات منسقة عندما تُطبَّق على النحو الصحيح. وقد تختلف الممارسات في تطبيق هذه الأدوات، ما يفضي إلى بيانات غير قابلة للمقارنة. ووضعت الإسكوا لائحة بما ينبغي القيام به وما ينبغي تجنبه بناء على ما اتخذته بلدان المنطقة من ممارسات في التطبيق من أجل توفير النصائح لجمع بيانات أفضل في المستقبل:

1. ما يوصى بالقيام به هو التركيز على مستوى الصعوبة في تأدية أنشطة مختلفة لمقارنة النتائج بين الأشخاص ذوي الإعاقة ومَن ليس لديهم إعاقة، بدلاً من الاستفسار مباشرة عمّا إذا كان للشخص إعاقة معينة أم لا؛ وترجمة الأسئلة إلى اللغة المحلية؛ وطرح الأسئلة تماماً كما هي مكتوبة؛ وطرح الأسئلة قبل أي أسئلة أخرى عن الإعاقة (في حال إدراج أسئلة أخرى)؛ وإدراج الفئات الأربع للإجابة وقراءتها؛ ووضع نموذج فريق واشنطن في بداية استبيان المسح أو التعداد؛ واستخدام البيان التمهيدي البسيط والقصير لتسهيل الانتقال من موضوع المسح السابق إلى المسح الجاري؛ والإشارة فقط إلى مواجهة صعوبة في القيام بأنشطة معينة متعلقة بمسألة صحية وليس بإعاقة؛ والاستفسار عن كل مجال من خلال طرح سؤال منفصل؛ وتوجيه الأسئلة إلى كل فرد في الأسرة المعيشية؛ واللجوء، عند الضرورة، إلى مجيب وكيل للإجابة بالنيابة عن الفرد الذي يعاني من إعاقة في الأسرة؛ والحرص على مراعاة كل فرد من العائلة بدلاً من طرح سؤال شامل؛ وفي حال لا يُطبَّق النموذج المتعلق بأداء الوظائف لدى الأطفال، طرح الأسئلة على الذين يبلغون من العمر خمسة أعوام وما فوق باستخدام مصدرين مختلفين بالتناوب، هما مجموعة الأسئلة القصيرة كل عام في مسح الأسرة المعيشية أو كل عشرة أعوام في تعداد، والنسخة الموسعة كل ثلاثة أعوام في مسح الأسرة المعيشية.
2. المبادئ الرئيسية التي ينبغي تجنبها: إغفال أي من الأنشطة الأساسية؛ واستخدام سؤال الفرز أو لائحة التشخيصات؛ وتحديد مدة معينة عند طرح الأسئلة حول الصعوبات؛ وذكر مصطلح "الإعاقة" في البيان التمهيدي أو الاستهلالي الذي يسبق طرح الأسئلة أو حتى في عنوان المسح؛ واستخدام المصطلحات السلبية؛ والإشارة إلى أثر هذه الصعوبات على حياة الفرد؛ والاستفسار في الأسئلة العامة عن وجود أشخاص ذوي إعاقة في الأسرة المعيشية؛ وإضافة النموذج في نهاية الاستبيان؛ واستخدام "صعوبة أخرى" أو "صعوبات متعددة" أو "صعوبة رئيسية" للإشارة إلى المجالات الأخرى غير المذكورة؛ وإضافة الأسباب أو أي متغير آخر يؤثر على التسلسل في طرح الأسئلة.