مقدمة

أتاحت تكنولوجيا الروبوتات وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي فرصاً في أماكن كثيرة، كما أحدثت اضطرابات كبيرة في أماكن أخرى. وقد عجّلت جائحة كوفيد-19 في أتمتة العديد من المهام، وأوجدت تحولاً كبيراً في أسواق العمل في جميع أرجاء العالم، حيث ستُطلب مهاراتٌ جديدة، بينما ستَبلى مهاراتٌ أخرى. تقدّم هذه الوثيقة لمحة عن تقرير وضعته الإسكوا، استخدمت فيها نتائج من راصد المهارات الذي طوّرته الإسكوا أيضاً، لتحليل ما إذا كان نوع المهارات والوظائف المطلوبة في المنطقة يلبي احتياجات الثورة الصناعية الرابعة والحقبة الجديدة من التنمية الاقتصادية. وتوطيداً للصلة مع مستقبل العمل، يكشف التحليل النقاب عما إذا كانت أسواق العمل العربية تتطلب مهارات الغد، وما إذا كانت شاملة للجنسين والشباب، وما إذا كان يمكن ربط الوظائف المطلوبة فيها بأهداف التنمية المستدامة.

وبالنظر عن كثب من منظور يراعي المساواة بين الجنسين، يثبت التحليل أن إعلانات الوظائف على الإنترنت تتجنب عن غير قصد التحيُّز على أساس نوع الجنس في طلبها على المهارات، ولكنها في حدّ ذاتها تمييزية، إذ تشير صراحة إلى نوع الجنس المطلوب لمهارات يمكن أن تؤديها النساء كما الرجال. يبلغ متوسط درجات تعزيز المهام بالذكاء الاصطناعي في المنطقة نحو 34 في المائة، وهي نسبة منخفضة إجمالاً. وتبين غابة المهارات التي وضعتها الإسكوا أن المنطقة العربية تتمتع بنواة أساسية من الوظائف المتعلقة بإدارة الأعمال، غير أنها لا تتسم بتنوع كبير في الوظائف المتعلقة بالعلوم، من قبيل تكنولوجيا المعلومات والهندسة، ما يعني قلة الفرص المتاحة لصقل المهارات أو تجديدها في هذه القطاعات. وإذا ما استمر هذا الاتجاه، فقد تفوّت المنطقة العربية مرةً أخرى الفرصة لإحداث تحول هيكلي ناجح من خلال التمسك بالقطاعات الفرعية التقليدية التي قد يزداد فيها استبدال العمالة.