تمهيد

باعتمادها خطة التنمية المستدامة لعام 2030، تعهدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بـ "ألا يستثنى أحد". ولهذا السبب ينبغي إيلاء اهتمام خاص للأشخاص ذوي الإعاقة، فلهذه الفئة من السكان المعرضة للمخاطر الحق في العيش بكرامة والتمتع بحياة هادفة ذات معنى إسوة بالآخرين ودون تمييز. ومن بالغ الأهمية فهم الإعاقة والتسليم بها على أنها نتيجة للتفاعل بين الأشخاص ذوي الإعاقة وبين الحواجز في المواقف والبيئات المحيطة بهم والتي تَحُول دون مشاركتهم الكاملة والفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين. وينبغي ألا تكون الإعاقة عقبة أمام نجاح أي شخص.

ولجعل سياساتنا أكثر إنصافاً ولتحقيق تكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة، ينبغي تعميم مراعاة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية المستدامة. وفي اعتقادي أن التنمية لا تقاس بمقدار ما ننتجه ونكسبه، بل بمدى تعاملنا مع الأفراد الأضعف في مجتمعنا.

لقد وضعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قراريها 69/313 و71/313 مبادئ لتصنيف البيانات عن أهداف التنمية المستدامة حسب الجنس والفئة العمرية والانتماء الجغرافي ومستوى الدخل والانتماء العرقي والإثني والحالة من حيث الهجرة والإعاقة وغيرها من الخصائص ذات الأهمية في السياقات الوطنية. وهذا
ما يؤكد أهمية تحسين وتوسيع نطاق إنتاج إحصاءات عن الإعاقة – لا فقط كموضوع معزول، بل بالتضافر مع أبعاد تصنيف بيانات أخرى.

وإنني لفخورة بأن أقدم "إطار الإسكوا للإعاقة: 115 مؤشراً لسد الفجوة بين السياسات والإحصاءات". وهو أول إطار للإعاقة ثلاثي الأبعاد يصنّف المؤشرات المتعلقة بالإعاقة ضمن أطر إنمائية رئيسية ثلاثة هي: خطة التنمية المستدامة لعام 2030، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وإعلان حقوق الإنسان. وبالإضافة إلى الدليل الإقليمي لتحسين جمع البيانات عن الإعاقة وتحليلها في البلدان العربية، الذي نشرته الإسكوا في عام 2018، يمثل الإطار ومؤشراته الـ 115 خطوة رئيسية إلى الأمام في سد الفجوة بين السياسات والإحصاءات ورصد التقدم المحرز.

وسيكون الإطار أداة هامة لتوجيه الجهود المبذولة على المستويات، الوطني والإقليمي والعالمي، لمواءمة إنتاج بيانات متسقة قابلة للمقارنة. وسييسّر إعداد تقارير عن وضع الأشخاص ذوي الإعاقة بالعلاقة مع الأهداف الإنمائية الحاسمة التي تغطي قضايا الإعاقة. ومن بين هذه الأهداف التعليم والعمالة والتمكين والصحة والعدالة للجميع. وسيوفر الإطار، عبر إحصاءات الإعاقة المحسّنة، صورة أوضح لمقارنة الأشخاص ذوي الإعاقة بغيرهم. وسيساعد الإطار أيضاً منتجي البيانات على توفير معلومات قيّمة أفضل لواضعي السياسات لكفالة شمول الأشخاص ذوي الإعاقة جميعاً في كل مكان وفي أي مكان.

وآمل أن يسهم إطار الإسكوا للإعاقة في تحقيق هدف "ألا يستثنى أحد" وأن يمثل نقطة تحوّل في مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في حياة مجتمعاتهم مشاركة كاملة.

إمضاء

رولا دشتي

الأمين التنفيذي