جدول المحتويات:
ملاحظات ختامية
يعرض إطار الإسكوا الإعاقة كقضية تنتظم في جميع مجالات الحياة. فليست الإعاقة مجرد مكوّن من مكونات هدف عام يتمثل في "ألا يستثنى أحد"، بل هي التزام أكبر بتمكين فئات السكان المعرضة للمخاطر من خلال نَهجٍ قائمٍ على حقوق الإنسان. ويمكن للإطار أن يكون أداة فعالة لتركيز الاهتمام على الأولويات الملّحة فيما يتعلق بالاشخاص ذوي الإعاقة، ولتسليط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات والعمل على إقامة مجتمعات شاملة للجميع. ويحشد الإطار اهتمام ومشاركة أصحاب المصلحة الرئيسيين ويحسّن عمليات البيانات وعمليات النظام الإحصائي ويوفّر لواضعي السياسات أداة للرصد ووضع التقارير.
والإطار منطلق لسد الفجوة بين السياسات والأشخاص ذوي الإعاقة والإحصاءات، وهو قابل لإضفاء صبغة محلية عليه وللتكييف على المستويين الوطني والإقليمي بتوفير منصة مشتركة للحوار الفعّال بين المستخدم والمنتج في بيئة يتساويان فيها. وهو بذلك يرفع درجة تملّك المجتمع المدني وصانعي السياسات للمؤشرات والإحصاءات ويعزّز الدعم السياسي والمالي لتطوير النُظُم الإحصائية الوطنية. كما يشير تقييم البيانات الذي نُفذ خلال وضع الإطار إلى ضعف استعداد بلدان المنطقة في جمع ونشر بيانات الإعاقة المتعلقة بأهداف
التنمية المستدامة.
والواقع أن العمل حقاً لإقامة مجتمعات شاملة للجميع يتطلب طرح الأسئلة من منظور الأشخاص ذوي الإعاقة. وما لم يتم ذلك، فليس مفاجئاً أن المؤشرات ذات الصلة الحقيقية بالأشخاص ذوي الإعاقة قليلة جداً، وتحديداً في مجال الوصول والمدن والمجتمعات المستدامة. فمثلاً، تختلف أنواع العنف التي تواجهها فتاة ذات إعاقة عن تلك التي تواجهها فتاة من دون إعاقة، وفي الوقت الحاضر لا تأخذ المؤشرات الاعتيادية المتوفرة للعنف ضد المرأة عامة ذلك بالاعتبار. ولذا، من المهم البحث في أنواع القضايا التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة والتي يمكن أن تكون مختلفة تماماً عن تلك التي يواجهها غيرهم.
ويوفر الإطار أداة رصد لتكامل المؤشرات مع السياسات تربط فيما بين المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمؤسسية وترعى التفاعل والحوار بين واضعي السياسات والأشخاص ذوي الإعاقة ومنتجي البيانات. وهذا الإطار هو عمل جارٍ يمكِّن جميع أصحاب المصلحة من فهم الثغرات في السياسات والبيانات المتعلقة بمعالجة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ويعمل على وضع مؤشرات مصممة خصيصاً تتيح القيام برصد فعّال للسياسات وأولويات التنمية المخطط لها.