العيش المستقل للأطفال والطلاب

في إطار هذا الموضوع الفرعي، ينظر رادوش كيرافيكا في ممارسة "علاج الأطفال ذوي الإعاقة وكأنّهم مرضى"، وكيف يمثّل ذلك عقبة أمام العيش المستقل[1]. ويستند المؤلف إلى عمل باحثين آخرين فيدرس هذا العائق من خلال الإطار المعرفي لفهم "الإعاقة" بالاستناد إلى العلاقات الاجتماعية. كما يأخذ فحصه في الاعتبار الحقوق التي يتمتع بها الأطفال بموجب معاهدتين لحقوق الإنسان هما: اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. وأجرى المؤلف أيضاً دراسة نوعية مع أطفال ذوي إعاقة ووالدَيهم من إنكلترا وصربيا. وخلُصت دراسته إلى استنتاج مفاده أن "الإعاقة" يُنظر إليها عموماً على أنها اختلاف سلبي، وأنه لا يوجد توافق في الآراء بشأن معنى "الاستقلالية" و"الاكتفاء الذاتي"، وأن الأطفال غالباً ما يتعرّضون للتهميش في  المعاملات الطبية المتعلقة بهم، وأن بعض المشاركين في الدراسة قد تعرّضوا فعلاً لممارسة "معالجتهم وكأنّهم مرضى".

من ناحية أخرى، تتبنى دراسة إخلاص صواف منهجية كمية لاستكشاف جوانب العيش المستقل للطلاب. وفي ورقتها بعنوان "دراسة تجريبية: منهج وظيفي مقترح لإكساب التلميذات ذوات الإعاقة الفكرية المتوسطة مهارات وظيفية"، تبحث في فعالية تطبيق المناهج الوظيفية في تعزيز المهارات الوظيفية للطلاب ذوي الإعاقة الفكرية المتوسطة. وتحقيقاً لهذه الغاية، قارنت المؤلفة قدرة مجموعة من طلاب المرحلتين الابتدائية والثانوية من ذوي الإعاقات الفكرية المتوسطة على اكتساب مجموعة من المهارات الوظيفية قبل وبعد حضورهم سلسلة من الجلسات بناءً على منهجها الوظيفي المقترح. كما قارنت البيانات التي جمعتها بمجموعة أخرى من البيانات التي جمعتها من مجموعة ضابطة، لها الخصائص نفسها لكنّها لم  تحضر جلسات للمنهج الوظيفي. وكشفت الدراسة أنّ الطلاب الذين درسوا تبعاً  للمنهج الوظيفي أظهروا تحسُّناً في المهارات المطلوبة للاستقلالية مقارنةً بما قبل حضور جلسات   المنهج الوظيفي وبالمجموعة الضابطة.


[1]    إنّ استخدام مصطلح disabled (أي "معوّق") بدلاً من person with disabilities (أي "شخص ذو إعاقة") في النسخة الإنكليزية من الورقة البحثية هو مسؤولية المؤلف وحده ولا يعكس آراء الأمم المتحدة. فقد قرَّر المؤلف استخدام هذا المصطلح بالمعنى المقصود في النموذج الاجتماعي للإعاقة حيث تُفهم الإعاقة على أنها شكل من أشكال الاضطهاد الاجتماعي المفروض بلا داعٍ على الأشخاص ذوي الإعاقة. ويرتبط المصطلح بتقليد الأنشطة الداعمة للإعاقة ومنحة دراسات الإعاقة في المملكة المتحدة. وإذ يقرّ المؤلّف باستخدام مصطلح "شخص ذو إعاقة" في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فهو يعرِّف نفسه بأنه "شخص معوّق" (أي disabled person كما ورد في النص الإنكليزي).