أولاً- ‏ مقدمة

تواجه المنطقة العربية [1] مزيداً من حالات الطوارئ الصعبة والمعقدة.  وقد لحقت بالمدنيين أضرار جسيمة من جراء تفاقم النزاع وعدم الاستقرار والعنف في العديد من البلدان العربية.  فالصراع المسلّح في سوريا أجبر الملايين على النزوح، والهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير على غزة استهدف مجتمعاً بكامله، أي 1.8 مليون نسمة، أكثر من نصفهم دون سن 18[2].  وفي اليمن، يحتاج 14.7 مليون من السكان إلى المساعدة الإنسانية، في حالة من أشد حالات الطوارئ في العالم [3].

وبلغ عدد الكوارث الطبيعية في المنطقة العربية ثلاث مرات ما كان عليه منذ ثلاثة عقود[4]، وقد تسببت بمعاناة إنسانية كبيرة وبخسائر اقتصادية جسيمة.  ففي عام 2011، ضرب الجفاف القرن الأفريقي، فأدى إلى مجاعة مدمرة في الصومال، وانعدام الأمن الغذائي إلى مستويات خطيرة في جيبوتي.  وخلّف إعصار مداري في عام 2010 أضراراً في عُمان قُدّرت قيمتها بمليار دولار أمريكي[5].

وأحدثت حالات الطوارئ هذه زيادة كبيرة في عدد الأشخاص ذوي الإعاقة.  فالناس يصابون بإعاقة دائمة جراء التعرض للعنف، مثلاً، أو السقوط تحت الركام.  والإصابات تؤدي إلى الإعاقة بسبب صعوبة الوصول الى الخدمات الصحية.

وآثار هذه الحالات مدمرة.  ففي غزة، تشير التقديرات الأولية إلى أن 1,000 طفلٍ تقريباً من أصل 3,000 أصيبوا خلال الاعتداء الإسرائيلي العسكري الأخير، وسيعانون من إعاقات دائمة[6].  وبيّنت دراسة حديثة أن 22.4 في المائة من اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان الذين شملتهم الدراسة لديهم من نوع من أنواع الإعاقة[7].  ويصل عدد الأشخاص ذوي الإعاقة من مجموع اللاجئين السوريين إلى مئات الألوف.


[1] بلدان المنطقة العربية هي: الأردن، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وتونس، والجزائر، وجزر القمر، والجمهورية العربية السورية، وجيبوتي، والسودان، والصومال، والعراق، وعُمان، وفلسطين، وقطر، والكويت، ولبنان، وليبيا، ومصر، والمغرب، والمملكة العربية السعودية، وموريتانيا، واليمن.

[2] OCHA, 2014a, p. 10.

[3] OCHA, 2014b, p. 14.

[4] CRED, 2014.

[5] المرجع نفسه.

[6] مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، 2014، ص 2.

[7] HelpAge International and Handicap International, 2014, p. 12.