احصاءات لسياسات قائمة على الأدلة

غالباً ما يكون لدى مدراء البرامج أسئلة أساسية تدعو إلى تقديم معلومات إحصائية عن المواضيع المتعلقة بالإعاقة وإعادة التأهيل. ومن أبسط الأسئلة الأكثر طرحاً: ما هو عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بين السكان؟ ومع ذلك، فإن عدد قليل من المستخدمين للمعلومات الإحصائية عن الإعاقة سيتوقف عند معرفة العدد الإجمالي فقط للأشخاص ذوي الإعاقة. فبمجرد الإجابة عن هذا السؤال الأساسي، تُطرح مجموعة من الأسئلة الإضافية.

ويحتاج مخططو برامج إعادة التأهيل، مثلاً، إلى معرفة: ما هي أنواع الإعاقة التي يعاني منها الأشخاص ضمن السكان، ومدى تواتر كل نوع منها؟ ولاستهداف الخدمات بشكل مناسب، يجب عليهم أيضاً معرفة: كيف يختلف انتشار الإعاقة حسب الفئة العمرية والجنس والمنطقة الجغرافية؟

ومن خلال قياس مدى انتشار الإعاقة في مناطق جغرافية مختلفة في بلد ما (باستخدام تعريف موحد للإعاقة وأدوات قياسية في جمع البيانات واحتساب المؤشرات)، يمكن للمرء أن يلاحظ أن معدلات الانتشار في بعض المناطق أعلى من غيرها، وينبغي على برامج إعادة التأهيل بالتالي استهداف هذه المناطق أو إيلاء الأولوية لإنشاء بنية تحتية سهلة الوصول.

ومن الأسئلة التي يمكن أن تُطرح في التخطيط الصحي: ما هو عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين لا يستطيعون الحصول على الأجهزة الخاصة أو المساعدات التي يحتاجونها؟ وللإجابة عن هذا السؤال، يجب على المرء أن يعرّف "الأجهزة الخاصة أو المساعدات"، وأن يحدد السكان المعنيين (أي الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى أجهزة أو مساعدات خاصة) وأن يشير إلى الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على الأجهزة أو المساعدات اللازمة بين السكان المعنيين.

أما في مجال التعليم، فقد يسأل المخططون: ما هي نسبة الأطفال ذوي الإعاقة في سن الدراسة الذين يلتحقون بالمدرسة؟ وللإجابة عن هذا السؤال، يجب الحصول على معلومات عن العدد الإجمالي للأطفال ذوي الإعاقة وممن ليس لديهم إعاقة الملتحقين وغير الملتحقين بالمدرسة. ومن خلال تلك المعلومات يمكن القيام بتقديرات لمقارنة معدلات التحاق الأطفال ذوي الإعاقة وممن ليس لديهم إعاقة.

وقد تسأل وزارة العمل: ما هي نسبة البالغين ذوي الإعاقة الناشطين اقتصادياً، وكيف يمكن مقارنة ذلك مع نسبة البالغين الآخرين؟ وقد تطرح وزارة التخطيط الاجتماعي أو وزارة الرعاية الاجتماعية السؤال التالي: ما هو عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يتلقون خدمات اجتماعية ويحتاجون إلى رعاية طوال الوقت من قبل أحد أفراد الأسرة أو من شخص آخر؟ وتُعتبر الإجابة عن هذا السؤال أمر بالغ الأهمية لفهم الأثر الاقتصادي الكامل للإعاقة. ولا يمكن الإجابة عن السؤال من دون الحصول على معلومات منتظمة عن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة بين السكان ومدى اعتمادهم على رعاية الآخرين.

وقد يرغب المجلس الوطني المعني بالإعاقة في أحد البلدان في معرفة الحواجز التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة. وفي هذا الإطار، قد يطرح السؤال التالي: هل يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة استخدام وسائل النقل العام المتاحة للآخرين؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، ما هي الأسباب التي لا تسمح لهم باستخدامها؟ تجدر الإشارة إلى أنه من الضروري الإجابة عن هذه الأسئلة لمعرفة كيفية تكييف البيئة بشكل أكبر بحيث تشمل الأشخاص ذوي الإعاقة. فالمنحدرات، والمصاعد، والتعليمات بلغة برايل في وسائل النقل، وترتيبات الجلوس البديلة في وسائل النقل العام تشكل كلها أمثلة على التعديلات التي يمكن إجراؤها. وتذهب الإجابة عن هذه الأسئلة المتعلقة بالحواجز البيئية إلى أبعد من مجرد تحديد الأشخاص ذوي الإعاقة، ويجب بالتالي معالجتها وفقاً لذلك.

ومن المهم الأخذ بعين الإعتبار أن معظم البلدان جمعت معلومات عن هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة للسكان. فلديها بالفعل مؤشرات وأدوات جمع البيانات التي تجيب عن تلك الأسئلة. ولإجراء المقارنة بين الأشخاص ذوي الإعاقة وممن ليس لديهم إعاقة، كل ما هو مطلوب هو إيجاد طريقة بسيطة ومباشرة لتحديد بدقة الغالبية العظمى من الأشخاص ذوي الإعاقة بحيث يمكن الإجابة عن الأسئلة ليس فقط بالنسبة لجميع السكان، بل أيضاً بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وممن ليس لديهم إعاقة.