جدول المحتويات:
مقاربة فريق واشنطن في تعريف الأشخاص ذوي الإعاقة
عمل فريق واشنطن على وضع منهجيات واختبارها وتطبيقها لجمع بيانات الإعاقة وتحليلها، كما أنه بحث عن أفضل السبل لتعريف الأشخاص ذوي الإعاقة. ولتقديم البيانات القابلة للمقارنة دولياً، تعتبر المقاربة التي اعتمدها فريق واشنطن أن الأشخاص لديهم إعاقة في حال يواجهون على الأقل صعوبة كبيرة في القيام بنشاط أساسي واحد على الأقل في المجالات الوظيفية الأساسية مثل النظر، والسمع، والتنقل (المشي أو صعود السلالم)، والإدراك (التذكر أو التركيز)، والتواصل، والاعتناء بالنفس (الاستحمام أو ارتداء الملابس). ويتضمن الفصل التالي الأسئلة المعينة التي تم استخدامها لتحديد هؤلاء الأشخاص.
وتهدف هذه المقاربة إلى التعرف على الأشخاص الذين يواجهون صعوبات كبيرة في القيام بالأنشطة الأساسية بسبب اختلالات، الأمر الذي يحد من مشاركتهم. وتجدر الإشارة إلى أن طبيعة هذه الاختلالات ليست مهمة لتحديد الأشخاص ذوي الإعاقة. فعلى سبيل المثال، قد لا يكون الشخص قادراً على المشي بسبب خلل بدني أو مرض قلب خطير أو ضعف شديد أو التهاب الأذن الوسطى الذي يؤثر على التوازن أو أي سبب آخر. والمهم هو أن ذوي الإعاقة يواجهون صعوبة في المشي قد تمنعهم ـ في بيئة غير مؤاتية ـ من المشاركة في المجتمع مثلهم مثل الأشخاص الآخرين من حيث الالتحاق بالمدرسة والعمل وإعالة أسرة والمشاركة في الفعاليات المدنية إلخ.
وفي حين أن اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تعالج حقوق هؤلاء الأشخاص على نحو شامل، لا تراعي بالتفصيل القصور الوظيفي الذي يتجلّى في أشكال متسلسلة. ففيما يتعلق بالقدرة على المشي، مثلاً، لا يواجه بعض الأشخاص صعوبة في ذلك، بينما يواجه أشخاص آخرون صعوبة قليلة في المشي، والبعض الآخر لديه صعوبة أكبر، وهناك أشخاص لا يستطيعون المشي على الإطلاق. وبما أن أداء الوظائف والإعاقة يتجلّيان في أشكال متسلسلة، يكمن التحدي من حيث التحليل في كيفية تحديد مجموعة الأشخاص ذوي الإعاقة ومن ليس لديهم إعاقة. وفي حين أن فريق واشنطن لديه توصيات للفصل بين الأشخاص ذوي الإعاقة والذين ليس لهم إعاقة، يمكن استخدام الأسئلة أيضاً لتصنيف الأشخاص حسب تسلسل مظاهر الإعاقة لإجراء المزيد من التحليل.
وفي الماضي، غالباً ما كانت التقديرات بشأن انتشار الإعاقة وأثرها غير قابلة للمقارنة لأنه تم استخدام تعاريف مختلفة للإعاقة، وحدود فاصلة مختلفة بين الأشخاص ذوي الإعاقة ومن ليس لديهم إعاقة، ومنهجيات مختلفة في جمع البيانات. لذلك، تشير الدراسات الوطنية إلى وجود اختلافات كبيرة في معدلات انتشار الإعاقة المتراوحة ما بين 0.2 و20.09 في المائة. وفي بعض الأحيان، تظهر تلك الاختلافات في بلد ما، حتى مع استخدام تقديرات صادرة عن وكالات مختلفة.
لذلك تمت صياغة أسئلة فريق واشنطن لاتباع نهج واضح وشفاف وقياسي لإجراء تقديرات قابلة للمقارنة بين البلدان وعبر الزمن. وفي هذا الإطار، يتم شرح المفاهيم والاستراتيجيات الكامنة وراء نهج فريق واشنطن في الفصلين التاليين.