النُّهج السابقة لتعريف الأشخاص ذوي الإعاقة

من الطرق الشائعة لتعريف الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال التعدادات والمسوح هي طرح أسئلة الفرز مثل: "هل لديك إعاقة؟ نعم أم لا". وتشير البيانات المستقاة من التعدادات والمسوح التي تستخدم هذا السؤال إلى معدلات إعاقة منخفضة للغاية[1].

ويؤدي هذا النهج إلى تحديد معدلات انتشار منخفضة للإعاقة لأن مصطلح "الإعاقة" يقترن غالباً بوصمة العار. لذا لا يرغب الناس في التعريف عن أنفسهم أو عن أحد أفرد أسرتهم بأن لديهم "إعاقة". ثانياً، غالباً ما يعتقد الناس أن الإعاقة تعود فقط إلى أشد القصور حدة، وبالتالي غالباً ما يجيب الأشخاص الذين لديهم إعاقة خفيفة أو معتدلة بالنفي. ثالثاً، يتم الربط بين أداء الوظائف والسن، وبالتالي قد لا يعرب كبار السن عن قصور في أداء وظائفهم لاعتقادهم أنها نتيجة طبيعية للتقدم في السن. لكل هذه الأسباب المذكورة قد يتم إغفال الأشخاص ذوي الإعاقة. وبشكل عام، من الأفضل عدم استخدام مصطلح "الإعاقة" عند محاولة تعريف الأشخاص ذوي الإعاقة.

والمبدأ الثاني، هو تجنب استخدام قائمة تشخيصات - مثل الصرع، والجذام، والشلل، والشلل الدماغي وغيرها للكشف عن إعاقة لدى المجيبين، لأن هذه الطريقة قد تغفل بعض الحالات. فلا يمكن لأي قائمة تشخيصات أن تكون كاملة. كما أن هذا النهج ينطوي على التحيز، لأن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى تعليمي أعلى أو فرص أفضل للحصول على الرعاية الصحية، أكثر احتمالاً لمعرفة التشخيص. وهذا التشخيص بدوره لا يدل كثيراً على قدرة الأشخاص على أداء الوظائف. فبعض الأشخاص الذين لديهم شلل دماغي قادرون على التكلم من دون أي صعوبة أو بصعوبة قليلة، في حين لا يستطيع غيرهم التكلم أبداً.

وبالتالي، إن النهج الموصى به لتعريف الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام أدوات جمع البيانات الكمية، هو التركيز على مستوى الصعوبة لدى الأشخاص في أداء مختلف الأنشطة، مثل طرح سؤال حول ما إذا كان الشخص لديه صعوبة في المشي أو صعود السلالم أو التواصل. وبغض النظر عن نوع الخلل، أو التصور الذاتي للشخص حول ما إذا كان لديه "إعاقة" أم لا، الهدف الرئيسي هو تعريف الأشخاص الذين لديهم صعوبات في أداء الأنشطة الرئيسية والأساسية.


[1] Mont, Daniel (2007). Measuring Disability Prevalence, SP Discussion Paper No. 0706. The World Bank.