الانتشار والحد الفاصل

من المهم أن نتذكر أنه لا يوجد معيار واحد لقياس انتشار الإعاقة بين السكان. ويرتبط الانتشار بمعايير الشمول، فقد تكون معايير مختلفة ملائمة لأهداف مختلفة. ولا يحدد اختيار معايير الشمول (أي اختيار الحد الفاصل) نسبة السكان ذوي الإعاقة (أي الانتشار) فحسب، بل خصائص هذه المجموعة أيضاً. وقد يُستخدم حد فاصل، يشير إلى فئة السكان الذين يعانون من أوجه قصور شديدة، لتقدير من هم بحاجة إلى قدر أكبر من الخدمات، ويُستخدَم حد فاصل يشير إلى فئة السكان الذين لديهم أوجه قصور أقل من غيرهم، لتقدير من يستفيد من الخدمات عموماً. ويصلح كل من هذين الأسلوبين المعنيين بتقدير الانتشار لتحقيق الغرض المنشود منه.

الإطار 22. الحد الفاصل للأشخاص ذوي الإعاقة

بهدف إجراء مقارنات دولية، يوصي فريق واشنطن باعتماد الحد الفاصل الذي يشير إلى الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يواجهون، وفقاً لإجاباتهم عن أسئلة فريق واشنطن، "صعوبة كبيرة" في تأدية أنشطة معينة أو "لا أستطيع أبداً" القيام بها.

وقد حددت بلدان قليلة مثل تونس في عام 2014، وعُمان وقطر في عام 2010، الحد الفاصل للسكان الذين يواجهون صعوبات في مجال واحد على الأقل ليشمل المستويات الثلاثة: "صعوبة كبيرة"، "لا أستطيع أبداً"، أو "بعض الصعوبة".

 

وليس من الضروري التوصل إلى مؤشرات خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، بل يمكن استخدام المؤشرات المعيارية، ولكن الإبلاغ عنها ينبغي أن يكون مصنفاً حسب حالة الإعاقة.

الإطار 23. تصنيف الإعاقة حسب فريق واشنطن

 الحد الفاصل الذي يحدد الأشخاص ذوو الإعاقة بأنهم الأشخاص الذين يجيبون عن أسئلة فريق واشنطن بما يلي: "صعوبة كبيرة" في تأدية أنشطة معينة أو "لا أستطيع أبداً" القيام بها.

بدون إعاقة: 1. لا صعوبة. 2. بعض الصعوبة.

مع إعاقة: 1. صعوبة كبيرة. 2. لا أستطيع أبداً. 

 

ومع ذلك، من المهم أن نأخذ في الاعتبار أهمية الحد الفاصل في تحديد الأشخاص ذوي الإعاقة. إذا كان بلد واحد يستخدم الحد الفاصل "صعوبة كبيرة" فيما يستخدم بلد آخر "بعض الصعوبة"، فإن نتائج تصنيفهما لن تكون قابلة للمقارنة.

وبهدف إجراء المقارنات الدولية، يوصي فريق واشنطن باعتماد الحد الفاصل الذي يُحدَّد بموجبه الأشخاص ذوو الإعاقة بأنهم الأشخاص الذين يجيبون عن أسئلة فريق واشنطن بما يلي: "صعوبة كبيرة" في تأدية أنشطة معينة أو "لا أستطيع أبداً" القيام بها.

وفي البلدان التي تستخدم "بعض الصعوبة" حداً فاصلاً لتحديد ذوي الإعاقة، يُدرَج في هذه الفئة الأشخاص ذوو الإعاقة الذين يواجهون صعوبات طفيفة، ما سيزيد من معدل انتشار الإعاقة. بمعنى آخر، كلما عكس الحد الفاصل صعوبة أشدّ في أداء الوظائف، اتسعت فجوة الإعاقة.

الإطار 24. عدم التجانس في التقديرات الوطنية للإعاقة

يحجب تقدير واحد للإعاقة – مثل نسبة انتشار 15.3 في المائة حسب التقرير العالمي حول الإعاقة – قدراً كبيراً من عدم التجانس. ويشير التقرير العالمي حول الإعاقة إلى ذلك ويلاحظ أن معدل الإعاقة الشديدة يناهز 3 في المائة. ومع ذلك، يعتمد الحد الفاصل بين شخص ذي إعاقة وشخص ليس لديه إعاقة في البلد، على سبب التحديد. ولتقديم منافع نقدية دائمة، لا بد لهذا الحدّ الفاصل أن يكون مرتفعاً جداً. فقد ترغب الحكومة فقط بتقديم هذه المنافع للأشخاص الذين لا يمكنهم العمل.

 

ومن أجل قياس جيّد للانتشار، يمكن اعتبار الإعاقة نطاقاً تتفاوت فيه درجات الإعاقة، ما يساعد بدوره على تحليل انتشار الأشخاص الذين لديهم درجات متفاوتة من الإعاقة. ومع أن الأشخاص الذين يواجهون "بعض الصعوبة" في تأدية الأنشطة لا يصنّفهم فريق واشنطن في فئة ذوي الإعاقة، يجري بعض الباحثين التحاليل حولهم في المجالات الستة المتعلقة بتأدية النشاط. وفي حين أن هؤلاء الأشخاص قد لا يصنفون في فئة ذوي الإعاقة، من المرجح أن يستفيدوا من سياسات تهدف إلى إنشاء بيئة أكثر شمولاً.