دراسة حالة عن النفاذية الرقمية: قطر

تمّ تصنيف دولتين عربيتين من بين أفضل 10 دول يمكن النفاذ إليها رقميّاً في جميع أنحاء العالم في عام 2016. تبنت كل من قطر وعمان مسألة النفاذية لذوي الإعاقة، ليس فقط إلى الأماكن العامة والخدمات، ولكن أيضاً إلى المعلومات والخدمات الإلكترونية. وضعت لوائحهما وتشريعاتهما الخاصة وفقًا للمعايير الدولية، وأصبحتا بذلك رائدتين في مجال النفاذية الرقمية.

في حين احتلت قطر المرتبة الخامسة في عام 2016، إلا أنها قفزت إلى المركز الأول في عام 2020 في تصنيف المبادرة العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشاملة G3ict للنفاذية الرقمية (مؤشر DARE 2020). كجزء من مبادرة "قطر متيسّرة للجميع"، حظيت النفاذية الرقمية باهتمام كبير من المنظمات الحكومية والقطاع الخاص[1]. ينعكس ذلك في المواقع الإلكترونية الحكومية الرسمية التي نفّذت الحد الأدنى من وظائف النفاذ المطلوبة، مثل تغيير حجم النص. علاوة على ذلك، لدى مكتب الاتصالات الحكومي صفحة خاصة بالنفاذية تشرح أولويات تصميم النفاذية إلى الوب والإرشادات المعتمدة.

في عام 2011، أصدر المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سياسة النفاذية الرقمية في قطر استناداً إلى الاستراتيجية الإنمائية الوطنية 2011-2016، والتي أكدت على دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها عاملاً تمكينياً هاماً في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة الأطفال وكبار السن[2][3]. وحدّدت عدداً من الحواجز التي تعترض وجود نظام بيئي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يمكن النفاذ إليه في قطر، ودعت جميع أصحاب المصلحة إلى العمل على الحدّ من هذه الحواجز في غضون خمس سنوات. تشمل هذه الحواجز الفنيّة مواقع الويب العربية والمحتوى العربي غير الملائم الذي يتعذر النفاذ إليه لأن العديد من التكنولوجيات المساعِدة لا تدعم اللغة العربية، بما في ذلك قارئات الشاشة والترجمة وتحويل النص إلى صوت. علاوة على ذلك، تؤثر خدمات الاتصالات التي يتعذر النفاذ إليها والأكشاك التي يتعذر الوصول إليها مادياً، والصرافات الآلية للبنوك، بشكل كبير على ملاءمة الخدمة الإلكترونية والنفاذ إليها.

نتيجة لذلك، يتوفر العديد من البرامج والمبادرات التي تعالج مسألة النفاذية الرقمية، وهذا ما يدفع قطر إلى ترتيبها الحالي. على سبيل المثال، أُسس مركز التكنولوجيا المساعِدة "مدى" في عام 2010، وهو مركز لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة[4]. ويعتبر مركزاً عالمياً للتميز في مجال النفاذية الرقمية باللغة العربية وقد قام "مدى" ببناء ثلاثة مكوّنات رئيسية ليس فقط لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة، ولكن شمل عائلاتهم ومدارسهم والمجتمع المحلي ككل. تقدّم بوابة "مدى" للتكنولوجيا المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة مجموعة واسعة من المعلومات حول التكنولوجيا المساعِدة، باللغتين العربية والإنجليزية. يُعد برنامج "مدى" للابتكار حافزاً على المستوى الإقليمي لتشجيع الابتكار في إيجاد حلول للنفاذية العربية للتغلب على التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة. أما العنصر الثالث فهو خدمة استشارات النفاذية الرقمية ومنصة لتوفير اختبارات الاعتماد والامتثال للمنصات المختلفة، بما في ذلك المواقع الإلكترونية والهواتف النقالة والأكشاك والمواقع العامة، وفقاً للمعايير الدولية.

قامت شركة "ساسول"، وهي شركة دولية متكاملة للمواد الكيميائية والطاقة، بتطوير مبادرة "قطر متيسرة للجميع"، بالتعاون مع الشركات القطرية المحلية والشركاء الدوليين، لرفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة لتعزيز القبول المجتمعي. نفذّت تطبيقاً نقّالاً وموقعاً على الوب لتعزيز الفهم من خلال الأحداث الرياضية والأنشطة الثقافية والفنون والتعليم.