ألف. تحليل بيانات عيّنة الدراسة

أُجريت 14 مقابلة مع عيّنة الدراسة التي تتكون من 14 طالباً وطالبة من ذوي الإعاقة البصرية في جامعة القاضي عياض في مراكش بالمغرب.

من حيث الاختصاص:

تتوزّع العيّنة على الشكل التالي: خمسة طلاب في شعبة القانون، أربعة في شعبة الإنكليزية، طالبتان في شعبة العربية، طالب واحد في شعبة الإسلاميات، طالب واحد في شعبة التاريخ، وطالب واحد في شعبة علم الاجتماع، ما يبيّن تفاوتاً في تمثيل الطلبة حسب الشُعب.

من الملاحظ أن خيار الطلبة ذوي الإعاقة البصرية يقع بالدرجة الأولى على المجالات القانونية وعلى اللغة الإنكليزية، وأنّهم يبتعدون عن مجالاتٍ أخرى كالجغرافيا مثلاً، وهو اختصاص علمي معرفي تقني تُعتمد فيه تقنية الخرائط ورسمها، ومادة الخرائطية، رغم إمكانات رقمنتها. إلا أن طبيعة هذا الاختصاص وارتباطه بطيف الألوان يضعان عوائق تقنية أمام تعلُّم الطلبة ذوي الإعاقة البصرية.

وعلى الأرجح أن الطلبة يختارون هاتين المادتين بسبب طبيعة المواد المدرّسة من جهة، وتحديداً خلوّها من عوامل تقنيّة يصعب إدراكها على ذوي الإعاقة البصرية، وجاذبية اللغة الإنكليزية من جهة أخرى، والإقبال المتزايد عليها عموماً، وأهمية التسويق لها باعتبارها تفتح آفاقاً مستقبلية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بسوق العمل، وهي عوامل استقطابية بالنسبة للطلبة عموماً، والطلبة ذوي الإعاقة خصوصاً.

من حيث جنس الطلبة:

تتكون العيّنة من تسعة ذكور وخمس إناث، مما يوضح أن فئة الذكور أكثر إقبالاً على التعلُّم ولديها فرص أكثر في الوصول إليه.

من حيث الشهادة:

التحق إثنا عشر طالباً وطالبة بمرحلة الإجازة، بينما التحق طالبان فقط بمرحلة الماجستير. ومن الملاحظ أن عدد الطلبة ينخفض كلما ارتفع المستوى الدراسي، ويُعزى ذلك لعدم الاستمرارية في التعلُّم. أما التمثيل الضعيف للطلبة على مستوى مرحلة الماجستير، فمرده بالنسبة لإحدى الطالبات التي أُجريت معها مقابلة إلى صعوبة هذه المرحلة الدراسية من حيث الامتحانات وتوفر الكتب والحضور، إذ علَّقت: "لا نستطيع الالتحاق بالماجستير ولن يختارونا ويلزمنا الكثير للوصول إلى هذه المرحلة الدراسية".

من حيث المنطقة:

ينتمي معظم الطلبة في العيّنة إلى الوسط الحضري، مما يوضح أنه يسهُل وصول الطلبة إلى التعليم العالي واستمرارهم في التعلُّم في الوسط الحضري أكثر منه في الوسط الريفي. ويعود ذلك إلى الظروف القاسية وصعوبة العيش في الأرياف.