جدول المحتويات:
المقدمة
يعيش اليوم 55 في المائة تقريباً من سكان العالم في المدن. ومن المتوقّع أن يزيد هذا العدد بنحو 2.5 مليار ليبلغ 7 مليار بحلول عام 2050[1]. وتحدّد المدن كيفية تحرّك الناس وطريقة تفاعلهم، فتيسّر تحقيق النمو الاقتصادي، والتماسك الاجتماعي، والتقدم البيئي.
وتساهم التركيبة الدينامية للمدينة إما في تعزيز رفاه السكان أو في تأخيره، علماً أنّ سكان الحضر هم العامل المحدِّد والحاسم لصحّة المدينة. والمدن التي تتمتّع بأعلى مستوى من الصحة هي تلك التي يمثّل فيها السكان من جهة، والبيئة الحضرية من جهة أخرى، دوراً تكافلياً لتحقيق بيئة مستدامة تشمل الجميع. كما أنّ الفضاء الاجتماعي المتكامل هو حصيلة المشاركة النشطة، والتعاون في ما بين القطاعات، والمساواة المجتمعية، وهو الحاضن الأوّل والأخير لعملية التنمية المستدامة[2].
وتشتهر المنطقة العربية التي تضم عدداً من أقدم مدن العالم المأهولة بشكل متواصل، بتاريخها الحضري العريق الذي يعود إلى آلاف السنين. وتتّسم هذه المدن بشكل خاص بتوسّعها الحضري بالمقارنة مع مدن العالم الأخرى: فبحلول عام 2020، سيعيش 74 في المائة تقريباً من سكان البلدان العربية في المدن؛ ومن المتوقع أن تبلغ هذه النسبة 99 في المائة في قطر، و100 في المائة في الكويت[3].
[1] Department of Economic and Social Affairs (DESA), 2018 Revision of World Urbanization Prospects, 2018. Available from https://www.un.org/development/desa/publications/2018-revision-of-world-urbanization-prospects.html.
[2] World Health Organization, Types of healthy settings, 2010. Available from http://www.who.int/healthy_settings/types/cities/en/.
[3] Available from https://esa.un.org/unpd/wup/Download/.