أسباب الإعاقة

تختلف أسباب الإعاقة كثيراً بين بلد و آخر (الشكل 7). ولربما أثّرت الاختلافات المنهجية المشابهة لتلك التي تؤثر على قياس نوع الإعاقة- وهي أنّ بعض البلدان أتاح للفرد الواحد ذكر أسباب متعددة للإعاقة وأنّ جميع البلدان لم تستخدم الفئات نفسها - على النتائج وحدّت من قابلية مقارنة البيانات[1]. ومن بين أسباب الإعاقة التي تتوافر عنها البيانات، تناولت الدول الأعضاء السبعة جميعها ثلاثة أسباب فقط (وهي التشوهات الخلقية والأمراض والحوادث)، بينما الأسباب الأخرى شملها بعض البلدان واستثناها بعض آخر. وأتاح كل من العراق وفلسطين للشخص الواحد ذكر أكثر من سبب للإعاقة.

الشكل 7: أسباب الإعاقة كنسبة مئوية من المجموع

أسباب الإعاقة كنسبة مئوية من المجموع : البحرين: التشوهات الخلقية 9.2٪ ، المرض 35.2٪ ، يتعلق بالولادة 30.0٪ ، الحوادث 9.6٪ ، أخرى 16.1٪. العراق: التشوهات الخلقية 23.6٪ ، المرض 29.4٪ ، التقدم في السن 23.5٪ ، يتعلق بالولادة 10.4٪ ، الأذى الجسدي والنفسي 0.9٪ ، حادث عمل 1.1٪ ، حادث 6.1٪ ، الحرب / الإرهاب 3.8٪ ، أخرى 1.2٪. موريتانيا: التشوهات الخلقية 29.5٪، المرض 41.8٪، الحوادث 11.6٪ الحرب / الإرهاب 0.8٪ أخرى 16.3٪. عمان: التشوهات الخلقية 32.8٪، المرض 26.4٪، التقدم في السن 31.8٪، حادث عمل 1.4٪، حادث سيارة 4.9٪، أخرى 2.7٪. فلسطين: التشوهات الخلقية 23.4٪ ، المرض 34.0٪ ، التقدم في السن 21.2٪ ، يتعلق بالولادة 5.9٪ ، الأذى الجسدي والنفسي 1.0٪ ، حادث عمل 1.9٪ ، حادث 1.7٪ ، حوادث أخرى 4.4٪ ، الحرب / الإرهاب 0.2٪ ، الإجراءات الإسرائيلية 3.6٪ ، أخرى 2.8٪. المملكة العربية السعودية: التشوهات الخلقية 34.7٪ ، المرض 36.9٪ ، يتعلق بالولادة 13.8٪ ، حادث سيارة 6.0٪ ، حوادث أخرى 5.0٪ ، أخرى 3.6٪. اليمن: التشوهات الخلقية 25.6٪، المرض 31.9٪، التقدم في السن 28.0٪، حادث عمل 3.8٪، حادث سيارة 4.3٪، الحرب / الإرهاب 1.8٪، أخرى 3.9٪، لم يذكر 0.7٪.

المصدر:  تستند الحسابات إلى إحصاءات الإعاقة في الدول العربية 2017،  وفقاً للبيانات التي جمعتها وتحققت منها مكاتب الإحصاء الوطنية من خلال عمليات التعداد والمسح التالية: تعداد السكان في البحرين لعام 2010، مسح القوى العاملة في مصر لعام 2016، مسح خارطة الفقر ووفيات الأمهات في العراق في عام 2013، تعداد السكان في الأردن لعام 2015، تعداد السكان في موريتانيا لعام 2013، تعداد السكان في المغرب لعام 2014، تعداد السكان في عمان لعام 2010، تعداد السكان في فلسطين لعام 2007، المسح الديموغرافي والصحي في المملكة العربية السعودية لعام 2016، ومسح ميزانية الأسر في اليمن لعام 2014.

تتراوح نسبة الإعاقات الناتجة من المرض بين 26.4 في المائة في عمان و41.8 في المائة في موريتانيا. والمرض هو السبب الأكثر شيوعاً للإعاقة في كافة البلدان باستثناء عمان، حيث التشوهات الخلقية هي السبب الأكثر شيوعاً. وتمثل التشوهات الخلقية هي أيضاً نسبة كبيرة من مجموع أسباب الإعاقة في البلدان الأخرى، باستثناء البحرين التي تسجل فيها هذه النسبة أدنى المستويات، عند 9.2 في المائة. أما في البلدان الستة المتبقية، فتتراوح نسبة الإعاقة التي تُعزى إلى التشوهات الخلقية بين 23.4 في المائة في فلسطين و34.7 في المائة في المملكة العربية السعودية. وأما التقدم في السن الذي أدرجه كل من العراق وعمان وفلسطين واليمن كفئة ضمن أسباب الإعاقة، فتتراوح نسبته بين 21.2 في المائة (فلسطين) و31.8 في المائة (عمان). وبالنسبة إلى الأسباب المرتبطة بالولادة، والتي أدرجها كل من البحرين والعراق وفلسطين والمملكة العربية السعودية، فثمّة تباين كبير في الانتشار، إذ لا تتجاوز نسبة انتشار هذا السبب 5.9 في المائة في فلسطين، في حين أنها تتجاوز ذلك بخمسة أضعاف في البحرين حيث تبلغ 30 في المائة. 

ومع أنّ البلدان السبعة جميعها اعتبرت الحوادث سبباً ، فقد فعلت ذلك بطرائق متباينة للغاية. ففي العراق وعمان وفلسطين واليمن، تصنَّف هذه الفئة في خانتَي "حادث عمل" و"حادث سيارة". وزادت فلسطين فئة فرعية ثالثة عنوانها "حادث آخر". وفي المملكة العربية السعودية، اكتُفِي بتصنيف الحوادث كـ "حادث سيارة" و"حادث آخر". وفي الإجمال، تمثل الحوادث نسبة تتراوح بين 6.3 في المائة (عمان) و11 في المائة (المملكة العربية السعودية) من أسباب الإعاقة. وحوادث السيارات هي الأكثر شيوعاً من حيث التسبّب بالإعاقة في كافة البلدان التي حللت بياناتها، باستثناء فلسطين حيث فئة "حادث آخر" هي السبب الأول.

وأدرج كل من العراق وفلسطين فئة "الإيذاء البدني والنفسي" أيضاً ضمن أسباب الإعاقة، وهي تمثّل سبباً لحوالي واحد في المائة من الإعاقات. وأدرج كل من العراق وفلسطين وموريتانيا واليمن فئة "الحرب/الإرهاب" والتي تتسبّب بالإعاقة بنسب تتراوح بين 0.2 في المائة (فلسطين) و3.8 في المائة (العراق) من جميع الإعاقات. علاوة على ذلك، تشير البيانات إلى أن 3.6 في المائة من الإعاقات في فلسطين سببها "الإجراءات الإسرائيلية". وفي البحرين وموريتانيا،  أُدرج ما يزيد عن 16 في المائة من الإعاقات ضمن فئة "أخرى"، في حين تقلُّ هذه النسبة عن 4 في المائة في البلدان الأخرى. وأخيراً، وضع اليمن فئة "لم تُذكر"، وهي تمثّل سبباً لأقل من واحد في المائة من الإعاقات.

ولاعتماد البلدان المختلفة فئات مختلفة من أسباب الإعاقة أثر واضح على نتائج جمع البيانات. والبحرين وموريتانيا مثالان على ذلك جديران بالملاحظة، حيث يُحتمل أن يكون العدد الكبير من حالات الإعاقة ضمن غير المحددة الأسباب قد خفّض عدد حالات الإعاقة المحددة الأسباب. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن البلدان الثلاثة التي لم تعتمد الشيخوخة كفئة من فئات أسباب الإعاقة أبلغت عن العدد الأكبر من حالات الإعاقة التي تتسبب بها الأمراض. وفي حين سجلت البحرين معدلاً متدنياً للغاية للإعاقة الناجمة عن التشوهات الخلقية، فقد يبلغ فيها معدل حالات الإعاقة الناجمة عن أسباب ترتبط بالولادة مستويات مرتفعة بشكل صارخ، مما قد يشير إلى أن تصنيفها لهذه الأسباب يختلف بعض الشيء عن تصنيف البلدان الأخرى.

ويُلاحظ وجود بعض الاختلافات الواضحة بين الجنسين. فنسبة الإعاقة الناجمة عن التقدم في السن أعلى لدى النساء منها بين الرجال. وليس ذلك بالأمر المفاجئ. فقد أشير في ما سبق إلى أنّ نسبة النساء من كبار السن أعلى من نسبة الرجال. ثمّ إن الحوادث بكافة أشكالها أكثر تواتراً بين الرجال منها بين النساء (الشكل 8). والاختلاف كبير للغاية في بعض الحالات، إذ تتسبّب حوادث العمل في فلسطين بنسبة 3.3 في المائة من الإعاقات علدى الذكور، مقابل 0.4 في المائة لدى الإناث. وقد تفسّر هذه النزعة بأن عدد النساء اللواتي يعملن ويقدن السيارات في المنطقة العربية أقل من عدد الرجال. والاختلاف بين الجنسين أكبر من حيث الإعاقات الناجمة عن الحرب والإرهاب، أو عن التدابير الإسرائيلية في حالة فلسطين. وفي اليمن، مثلاً، يتسبّب كل من الحرب والإرهاب بنسبة 3.3 في المائة من الإعاقات عند الذكور، مقابل 0.2 في المائة فقط  لدى الإناث.

الشكل 8: النسبة المئوية للإعاقات الناجمة عن الحوادث

النسبة المئوية للإعاقات الناجمة عن الحوادث: البحرين: إناث 5.4٪ ، ذكور 12.1٪. العراق: إناث 4.2٪ ، ذكور 9.7٪. موريتانيا: إناث 9.0٪ ، ذكور 13.8٪. عمان: إناث 2.8٪ ، ذكور 9.4٪. فلسطين: إناث 4.6٪ ، ذكور 11.0٪. السعودية: إناث 1.6٪ ، ذكور 9.3٪. اليمن: إناث 3.0٪ ، ذكور 12.6٪.

المصدر:  تستند الحسابات إلى إحصاءات الإعاقة في الدول العربية 2017،  وفقاً للبيانات التي جمعتها وتحققت منها مكاتب الإحصاء الوطنية من خلال عمليات التعداد والمسح التالية: تعداد السكان في البحرين لعام 2010، مسح القوى العاملة في مصر لعام 2016، مسح خارطة الفقر ووفيات الأمهات في العراق في عام 2013، تعداد السكان في الأردن لعام 2015، تعداد السكان في موريتانيا لعام 2013، تعداد السكان في المغرب لعام 2014، تعداد السكان في عمان لعام 2010، تعداد السكان في فلسطين لعام 2007، المسح الديموغرافي والصحي في المملكة العربية السعودية لعام 2016، ومسح ميزانية الأسر في اليمن لعام 2014.

إذا أصبحت حالات الإعاقة التي تتسبب بها الحوادث والحروب والإرهاب أكثر شيوعاً خلال السنوات الأخيرة، وإذا كانت هذه الأسباب تمسّ الشباب غالباً، فقد  يفسر ذلك جزئياً زيادة معدل انتشار الإعاقة بين الرجال عنه بين النساء في الفئات العمرية لغاية 55 سنة. غير أن التثبت من ذلك يتطلب بيانات عن أسباب الإعاقة تكون مصنفة حسب العمر، وهي غير متوفرة حالياً.


[1]  يلاحظ أن اليمن أتاح للمجيب الواحد ذكر أنواع متعددة من الإعاقة، ولكن سبباً واحداً فقط من أسبابها.