إجمالي معدلات الانتشار في المنطقة

تبلّغ بلدان المنطقة عن معدلات منخفضة نسبياً لانتشار الإعاقة فيها. ففي ثمانية بلدان من أصل 14 بلداً، تبلغ المعدلات دون  2 في المائة، بل إنها ضئيلة لا تتجاوز 0.2 في المائة في قطر و1 في المائة في موريتانيا (الشكل 2). وتُسجَّل أعلى معدلات الانتشار في المغرب (5.1 في المائة) والسودان (4.8 في المائة).

الشكل 2: معدلات انتشار الإعاقة في مختلف بلدان المنطقة (سنوات مختلفة)، المجموع والإناث/الذكور

المصدر: تستند الحسابات إلى إحصاءات الإعاقة في الدول العربية 2017،  وفقاً للبيانات التي جمعتها وتحققت منها مكاتب الإحصاء الوطنية من خلال عمليات التعدادات والمسوح التالية: تعداد السكان في البحرين لعام 2010، مسح القوى العاملة في مصر لعام 2016، مسح خارطة الفقر ووفيات الأمهات في العراق في عام 2013، تعداد السكان في الأردن لعام 2015، تعداد السكان في موريتانيا لعام 2013، تعداد السكان في المغرب لعام 2014، تعداد السكان في عمان لعام 2010، تعداد السكان في فلسطين لعام 2007، المسح الديموغرافي والصحي في المملكة العربية السعودية لعام 2016، ومسح ميزانية الأسر في اليمن لعام 2014.

ويعود تدنّي معدّل الإعاقة في قطر إلى عدم حصر البيانات بالمواطنين، إذ إنها تشمل أيضاً العمال المهاجرين، الذين من غير المرجّح إطلاقاً أن يكونوا من ذوي الإعاقة أو أن يصرّحوا عن إصابتهم بها. ويبيّن تعداد سكان قطر لعام 2010 أنّ غير القطريين يشكّلون نسبة 86.7 في المائة من السكان. وتؤكد البيانات الإضافية الصادرة عن جهاز الإحصاء القطري على أن احتساب القطريين وحدهم من شأنه أن يرفع معدّل انتشار الإعاقة من 0.2 إلى 1.7 في المائة[1].

وعلاوة على أن الاختلافات في ما بين البلدان تعكس اختلافاً في المعدلات الفعلية للانتشار، فهي تظهر أيضاً اختلافاً في التعاريف والمنهجيات المعتمدة (الجدول 2). وسيتبين لاحقاً أن بعض البلدان لا يستخدم المقاييس الستة الخاصة بمجموعة الأسئلة الموجزة التي أعدها فريق واشنطن والمشار إليها سابقاً. وتستعمل بلدان أخرى (هي عُمان ومصر والمملكة العربية السعودية) سؤالاً للفرز، هو "هل لديك إعاقة/صعوبة؟"، قبل استخدام مجموعة الأسئلة القصيرة لفريق واشنطن. وفي البلدان التي لا تعتمد مجموعة الأسئلة الموجزة التي أعدها فريق واشنطن، يتضمن بعض الأسئلة كلمة "الإعاقة"، مما يثبط همتها عن الإبلاغ في السياقات التي تعتبر الإعاقة وصمة اجتماعية كبيرة ويؤدي إلى الإبلاغ عن أشد الحالات فقط. كذلك، قد تؤدي الأسئلة المطروحة عن "وظائف الجسم الطبيعية" إلى قصور في الإبلاغ عن فئات تعتبر أوضاعها طبيعية بالنسبة إلى ظروفها، مثل كبار السن الذين يجدون صعوبة كبيرة في المشي أو ضعفاً شديداً في البصر ولا يعتبرون مصابين بإعاقة[2]. علاوة على ذلك، ليس واضحاً ما إذا كانت هذه البيانات تشمل الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعيشون في مؤسسات مثل دور الرعاية والسجون، ولا مدى شمول هذه البيانات لهم[3].

*  "هل لديك إعاقة/صعوبة؟" 

**  تنطوي مجموعة الأسئلة الموجزة التي أعدها فريق واشنطن على أربع درجات من الصعوبة: لا صعوبة، بعض الصعوبة، صعوبة كبيرة، عدم القدرة على الإطلاق. وتشمل أسئلة "نعم/لا" خيارين: "نعم، بصعوبة" أو "لا، بدون صعوبة". 

المصدر: ESCWA, 2017a. 

وتوصي منهجية فريق واشنطن بالإجابة بإحدى أعلى درجتين من درجات الصعوبة (أي  "صعوبة كبيرة أو "عدم القدرة على الإطلاق") في مجال واحد على الأقل من المجالات الستة، كنقطة الفصل في تصنيف شخص ما كشخص ذي إعاقة. ولذلك، لا تشمل معدلات الانتشار من لديه صعوبة متوسطة. ولكن، يبقى ذلك توصية لا شرطاً صارماً. واستخدام درجات الصعوبة الأربع الموجودة في مجموعة الأسئلة الموجزة التي أعدها فريق واشنطن في المسوح والتعدادات يتيح مزيداً من الدقة في تحليل انتشار الإعاقة وتطوّراً في صياغة السياسات وتخطيط البرامج. على سبيل المثال، 2.7 في المائة من سكان الأردن مصنّفون بأنهم "لديهم إعاقة" وفقاً لنقطة الفصل الموصى بها في مجموعة الأسئلة. ولكن، إذا شُمل الذين لديهم "بعض الصعوبة"، فسترتفع النسبة إلى 11.4 في المائة. ولا يختلف الأمر في المغرب، حيث سترتفع النسبة من 5.1 في المائة إلى 11.1 في المائة، ولا في اليمن حيث سترتفع من 2.2 في المائة الى 6.8 في المائة. 

ومعدلات الانتشار في معظم البلدان العربية أعلى لدى الذكور منها لدى الإناث (الشكل 2). ويسجَّل التباين الأكبر في الجمهورية العربية السورية، حيث معدل الانتشار بين الذكور هو 1.8 في المائة، إلا أنه يظل قريباً جداً من المعدّل بين الإناث والبالغ 1.1 في المائة. والمغرب وقطر يشكلان استثناءً لهذا النمط، وخصوصاً قطر حيث معدّل الانتشار البالغ 0.3 في المائة في صفوف الإناث يتجاوز هذا المعدّل لدى الذكور، والبالغ 0.1 في المائة، بثلاثة أضعاف. ويرجع ذلك إلى أن الغالبية الساحقة من العمال المهاجرين الموجودين في البلد، والذين تبيّن في نقاش سابق أنه من غير المرجح أن يكونوا من ذوي الإعاقة، هم من الذكور.  وإذا احتسب المواطنون القطريون بمفردهم، فسيصبح المعدلان شبه متساويين، عند 1.5 في المائة لدى الإناث و1.9 في المائة لدى الذكور[4].

وقد يعود التباين الكبير في معدلات انتشار الإعاقة بين بلدان المنطقة إلى اختلاف التركيبة العمرية لكل بلد. وترتبط الإعاقة إيجابياً بالشيخوخة، ويبدأ معدلها بالارتفاع عند منتصف العمر تقريباً، قبل أن يسجّل ارتفاعاً حاداً في صفوف كبار السن (الشكل 3).  وفي جميع البلدان، لا يتجاوز معدّل الإعاقة 3 في المائة بين الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 25 و44 عاماً، ولا يتجاوز عموماً 5 في المائة في  الفئة العمرية 45-64 عاماً، ما عدا في  المغرب حيث يصل إلى 8.7 في المائة. إلا أن المعدل يرتفع ارتفاعاً بالغاً لدى  الأشخاص البالغة أعمارهم أكثر من 65 سنة. ففي عمان، مثلاً، يرتفع معدل انتشار الإعاقة من 2.8 في المائة للذين تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاماً إلى 15.8 في المائة للذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، أي بزيادة قدرها ستة أضعاف تقريباً. وكذلك الأمر في اليمن، حيث يرتفع المعدّل من 3.5 في المائة إلى 20 في المائة [5]. 

الشكل 3: معدلات انتشار الإعاقة حسب الفئة العمرية

المصدر:  تستند الحسابات إلى إحصاءات الإعاقة في الدول العربية 2017،  وفقاً للبيانات التي جمعتها وتحققت منها مكاتب الإحصاء الوطنية من خلال عمليات التعدادات والمسوح التالية: تعداد السكان في البحرين لعام 2010، مسح القوى العاملة في مصر لعام 2016، مسح خارطة الفقر ووفيات الأمهات في العراق في عام 2013، تعداد السكان في الأردن لعام 2015، تعداد السكان في موريتانيا لعام 2013، تعداد السكان في المغرب لعام 2014، تعداد السكان في عمان لعام 2010، تعداد السكان في فلسطين لعام 2007، المسح الديموغرافي والصحي في المملكة العربية السعودية لعام 2016، ومسح ميزانية الأسر في اليمن لعام 2014.

ملاحظة: الفئة العمرية الأدنى في مصر هي فئة الأشخاص البالغة أعمارهم 6-14 عاماً.

وتبيّن التقديرات المستمدة من الدراسات حول العالم أنّ نسبة الإعاقة بين الشباب الذكور أعلى من الإناث[6]. وتشير أدلّة إلى أن العكس صحيحٌ عند سن الخمسين تقريباً[7]. أما بين البالغين 65 عاماً أو أكثر، فانتشار الإعاقة لدى الإناث أعلى منه لدى الذكور. ويسود هذا النمط بين البلدان العربية عموماً. وتتدنى نسبة الإناث من ذوي الإعاقة في الفئة العمرية بين 35-44 عاماً، حيث لا تتجاوز نسبة 40 في المائة في أي بلد، باستثناء المغرب وموريتانيا (الشكل 4). ولكن بدءاً من 45 عاماً ترتفع نسبة النساء بشكل كبير حتى في صفوف الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تجاوزوا 65 عاماً حيث تشكّل الإناث غالبية كبيرة.[8]

الشكل 4: نسبة الإناث من الأشخاص ذوي الإعاقة

المصدر: الحسابات مأخوذة من المطبوعة الإلكترونية المعنونة "إحصاءات الإعاقة في الدول العربية 2017" والمستندة إلى البيانات التي جمعتها وتحققت منها مكاتب الإحصاء الوطنية من خلال عمليات التعدادات والمسوح التالية: تعداد السكان في البحرين لعام 2010، مسح القوى العاملة في مصر لعام 2016، مسح خارطة الفقر ووفيات الأمهات في العراق في عام 2013، تعداد السكان في الأردن لعام 2015، تعداد السكان في موريتانيا لعام 2013، تعداد السكان في المغرب لعام 2014، تعداد السكان في عمان لعام 2010، تعداد السكان في فلسطين لعام 2007، المسح الديموغرافي والصحي في المملكة العربية السعودية لعام 2016، ومسح ميزانية الأسر في اليمن لعام 2014.

ملاحظة: بعض البلدان لم توفّر بيانات مفصّلة عن كافة الفئات العمرية، ولذلك الخطوط المتعلقة بهذه البلدان غير كاملة.

ولربما يعزى تسجيل المعدّل الأعلى لانتشار الإعاقة بين كبيرات السن ليس فقط إلى زيادة متوسط العمر المتوقع للإناث مقارنة بالذكور، بل أيضاً إلى "مفارقة الصحة وطول العمر" بين الذكور والإناث، وتعني أن النساء يعمّرن أطول من الذكور، إلا أن  الإعاقة واعتلال الصحة أكثر انتشاراً بينهنّ[9]. وفي الواقع، لا تتجاوز في البلدان العربية نسبة كبيرات السن بكثير نسبة كبار السن من الذكور، ولكن نسبة انتشار الإعاقة بينهنّ أعلى بكثير.

وكما سيُبيّن في الفقرات التالية، غالباً ما تختلف أنواع الإعاقة وأسبابها حسب نوع  الجنس. وقد يساعد ذلك أيضاًعلى فهم التفاوت في تمثيل الذكور والإناث  ضمن فة الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف الفئات العمرية. وقد يُعزى التفاوت أيضاً إلى تأثر الفتيات والشابات خصوصاً بوصمة الإعاقة، حيث يشيع بينهنّ عدم الإبلاغ عنها. وكما ذكر سابقاً، لا تشمل التعدادات والمسوح الوطنية الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعيشون في مؤسسات الرعاية، وقد يؤثّر ذلك أيضاً على الصورة العامة. على سبيل المثال، إذا كانت احتمالية أن تعيش الشابات ذوات الإعاقة في مؤسسات الرعاية أعلى بكثير منها لدى الشباب، فسيؤدي ذلك إلى قصور في تمثيلهن في التعدادات والمسوح. 

وتمثيل كبار السن مفرط بين الأشخاص ذوي الإعاقة. فمن بين الأشخاص غير ذوي الإعاقة، تتراوح نسبة الأشخاص البالغين 65 عاماً أو أكثر بين 0.8 في المائة (قطر) و5.3 في المائة (الأردن). أما في فئة  الأشخاص ذوي الإعاقة، فتتراوح هذه النسبة بين 15.7 في المائة (البحرين) و37.5 في المائة (عمان). وفي فلسطين، لا تتجاوز نسبة الأشخاص غير ذوي الإعاقة البالغين 65 عاماً أو أكثر 3 في المائة ، بينما تبلغ هذه النسبة 29.4 في المائة من الأشخاص ذوي الإعاقة. وبما أن نسبة الشباب مرتفعة نسبياً في معظم بلدان المنطقة ، فمن المرجّح أن ترتفع معدلات انتشار الإعاقة في المستقبل مع ارتفاع متوسط العمر.

الشكل 5: النسبة المئوية للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة

المصدر: تستند الحسابات إلى إحصاءات الإعاقة في الدول العربية 2017،  وفقاً للبيانات التي جمعتها وتحققت منها مكاتب الإحصاء الوطنية من خلال عمليات التعداد والمسح التالية: تعداد السكان في البحرين لعام 2010، مسح القوى العاملة في مصر لعام 2016، مسح خارطة الفقر ووفيات الأمهات في العراق في عام 2013، تعداد السكان في الأردن لعام 2015، تعداد السكان في موريتانيا لعام 2013، تعداد السكان في المغرب لعام 2014، تعداد السكان في عمان لعام 2010، تعداد السكان في فلسطين لعام 2007، المسح الديموغرافي والصحي في المملكة العربية السعودية لعام 2016، ومسح ميزانية الأسر في اليمن لعام 2014.