التوصيات

لا بدّ من التشديد على أنّ ابتكار التكنولوجيات الرقمية المساعِدة وتطويرها ليس إلاّ الخطوة الأولى على طريق تزويد الأشخاص ذوي الإعاقة بالأجهزة والتكنولوجيات اللازمة لدعم استقلاليتهم الشخصية وزيادة حجمها. لذلك، فإنّ البحث في العوائق الرقمية والاجتماعية التي يواجهها المستخدِمون يحظى بالقدر ذاته من الأهمية (Kett, Cole & Turner, 2020). من بين مختلف أنواع الإعاقات، يعاني الأشخاص ذوو الإعاقات الذهنية على وجه التحديد من قلّة فرصهم في النفاذ إلى الأجهزة الرقمية مقارنةً بسواهم. ويعمد أغلب الأشخاص ذوي الإعاقة إلى اختبار التكنولوجيا الحديثة لمساعدتهم في التحكّم بحياتهم اليومية، كما يتطلّع معظمهم بنظرة تفاؤلية إلى الابتكارات التكنولوجية، إنّما لا يشعر الجميع بأنهم مؤهلون لاستخدامها، على حدّ ما رأينا في الدراسات السابقة.

فضلاً عن ذلك، تجدر الإشارة إلى أن العيّنة ضمّت الأفراد الذين أُتيح لهم النفاذ إلى أجهزة الكمبيوتر أو مقدِمي الرعاية والأقارب الذين تمكّنوا من الوصول إلى الاستطلاع من أجلهم. ونستشفّ من ذلك أنّ نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة غير القادرين على النفاذ إلى أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية فاقت نسبتهم بين عموم السكان. وبالتالي، قبل تطوير خدمات التنقُّل ونُظُم المساعدة الرقمية وتشغيلها، علينا إزالة الفجوة الرقمية لتيسير نفاذ الجميع إلى النُظُم الرقمية.

لتحسين استخدام التكنولوجيات الرقمية المساعِدة، نوصي بقيام تعاونٍ بين مورّدي التكنولوجيا المساعِدة والخدمات الاجتماعية ونُظُم التعليم من أجل: (أ) تزويد المستخدِمين ذوي الإعاقة بالتكنولوجيات الذكية (كالهواتف الذكية) لتمكينهم من استخدام التكنولوجيات بشكل متزايد وتقليص الفجوة الرقمية؛ و(ب) زيادة ثقتهم ومهاراتهم في استخدام التكنولوجيات الرقمية؛ و(ج) ضمان تلاؤم هذه التكنولوجيات المساعِدة مع احتياجات النفاذ لدى المستخدِمين من مختلف أنواع الإعاقة.

تتيح التكنولوجيات الرقمية فرصة الابتعاد عن نموذج "الحلّ الواحد المناسب للجميع"، الأمر الذي له أهمية خاصة في ظلّ تنوّع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وتجاربهم. ويحتّم بالتالي أن تكون التكنولوجيا قابلة للتكيُّف مع ظروفهم الفردية. للتأكّد من أنّ التكنولوجيات الرقمية ملائمة لاحتياجات النفاذ لدى المستخدِمين، لا بدّ من إشراك الخبراء في تيسير النفاذ والأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم في عملية تطويرها. فمن شأن مثل هذا النَّهج، الذي يشكّل فيه الأشخاص ذوو الإعاقة جزءاً لا يتجزأ من عملية التطوير، أن يفضي إلى منتجات وخدمات تسهِّل إمكانية النفاذ والاستقلالية والمشاركة المجتمعية وتزيدها (Moon et al., 2019).