التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة (الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة) (1)

تشمل المقاييس الشائعة لتقييم الجوع وسوء التغذية بين الأطفال تحت سن الخامسة معدلات توقف النمو (قصر الطول بالمقارنة مع السن) والهزال (انخفاض الوزن بالمقارنة مع الطول)، وذلك قياساً على معايير نمو الطفل التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، والتي تحدد كيف ينبغي للطفل أن ينمو في الظروف المثلى[2].

وتوقف النمو، أو التقزم، علامة على الاستهلاك غير الكافي للمغذيات الكبيرة على المدى الطويل، ويتفاقم بسبب الأمراض المتكررة والمزمنة، ما يؤدي إلى عدم نمو الطفل. ويحصل توقف النمو في فترة الألف يوم الممتدة من بداية الحمل إلى مرور سنتين على ولادة الطفل. وبدون التدخل لمعالجته، يمكن لتوقف النمو أن يؤدي إلى تبعات تستمر مدى العمر، مثل تأخر النمو الحركي، وتدهور الوظائف الإدراكية، وازدياد خطر الإصابة بالأمراض الأيضية والمزمنة[3]. ويتطلب القضاء على توقف النمو معالجة العوامل الرئيسية المسببة لسوء التغذية، وتشمل التصدي للفقر، وزيادة القدرة على الوصول إلى الرعاية والخدمات الصحية (تقديم الرعاية الصحية للأمهات ومعالجة الأمراض الحادة والمعدية)، وتحسين تنقية المياه، وتعليم المرأة وتمكينها[4].

أما الهزال، أو النحافة، فهو من عوارض الإصابة بنقصٍ في التغذيةِ حديثٍ وحاد، و/أو الإصابة بمرض خطير، ما يؤدي إلى فقدان سريع للوزن أو قصور في اكتساب الوزن بشكل طبيعي.  ويرتبط الهزال ارتباطاً وثيقاً بخطر الوفاة والأمراض المعدية، ويمكن أن يتسبب للناجين منه بتأخر في النمو على المدى البعيد. ويتطلب الهزال تدخلاً سريعاً، ويمكن عكس آثاره من خلال إعادة تغذية المصاب به ومعالجة الأمراض الحادة في الوقت المناسب[5]. وأسباب الهزال الأساسية هي بعينها أسباب توقف النمو.

وفي اليمن، وصلت معدلات توقف النمو لدى الأطفال دون الخامسة من العمر إلى مستويات خطيرة في عام 2013. وفي المناطق الريفية من البلد، تشير الإحصاءات إلى فروق كبيرة في نسب الإصابة بوقف النمو بين الأطفال ذوي الإعاقة (64.2 في المائة) وغير ذوي الإعاقة (51.5 في المائة). أما بالنسبة إلى الهزال، فالمعدلات الوطنية هي 35.2 في المائة للأطفال ذوي الإعاقة و15.9 في المائة للأطفال غير ذوي الإعاقة. والفرق في هذه المعدلات أكبر بين الفتيات ذوات الإعاقة (51.4 في المائة) وغير ذوات الإعاقة (14.7 في المائة). ومما لا شك فيه أنّ النزاع المستمر في اليمن منذ عام 2013 أدى إلى مزيد من التدهور في الأوضاع. وفي حين تتوافر بيانات مماثلة عن توقف النمو والهزال في مصر، فهي لا تظهر فوارق ذات أهمية إحصائية بين الأطفال ذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة.

صحيح أن سوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى الإعاقة، ولكن البحوث تشير إلى أن العكس صحيحٌ أيضاً. فقد تؤدي الإعاقة بمختلف أنواعها إلى زيادة مخاطر الإصابة بسوء التغذية، وذلك بسبب خصائص فسيولوجية خاصة بالطفل (مثل تدني قدرته على استهلاك الغذاء، أو تدهور قدرته على امتصاص المغذيات، أو ازدياد حاجته إلى استهلاك السعرات الحرارية للحفاظ على وزن صحي والتعافي من الإصابات والأمراض)، وعوامل اجتماعية أخرى مثل إقصاء الطفل عن برامج الفحص والتغذية وعدم إيلائه الاهتمام الكافي من جانب الأسرة[6].


(1)انظر المذكرة الفنية للاطلاع على المصادر والمنهجية.

[2] إذا كان قياس طول الطفل بالمقارنة مع عمره، أو قياس وزنه بالمقارنة مع عمره، دون الانحرافات المعيارية عن متوسط معايير نمو الطفل بنقطتين، يعتبر الطفل مصاباً بتوقف النمو أو الهزال. انظر: World Health Organization, 1997, pp. 45-52.

[3] UNICEF, 2013a, pp. 5-6; Prendergast and Humphrey, 2014.

[4] انظر مثلاً Bhutta and others, 2008.

[5] World Health Organization, 2014 .

[6] UNICEF, 2013b, p. 25; Kerac and others, 2014; Groce and others, 2014 .