الخطة الإعلامية

إن الإعلام بأنواعه يؤدي دوراً هاماً في تعزيز نتائج السياسات وإدماجها، والسياسة الوطنية للنفاذية الرقمية مطلوب منها اعتماد أكثر من مقاربة لبناء حملات إعلامية. وتكمن المقاربة الأولى في استهداف المعلومات النمطية عن الإعاقة والاشخاص ذوي الاعاقة؛ وتقتضي المقاربة الثانية توضيح السياسة الوطنية للنفاذية الرقمية؛ وتقوم المقاربة الثالثة على بناء المعززات الإعلامية الخاصة بالنفاذية الرقمية من محتوى وصور وفيديوهات توضيحية، ويساعد الإعلام في إيصال الرسائل إلى متابعيه؛ والمقاربة الرابعة تستند إلى وسائل التواصل الاجتماعي كفضاء إعلامي لابد من التعامل معه بشكل متخصص وبمواد ومحتوى وصور ورسائل قصيرة وفيديوهات قصيرة تتناسب مع متطلبات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

ومن الممكن أن تكون خطة الإعلام لدعم السياسة الوطنية للنفاذية الرقمية كبيرة وشاملة كما ويمكن أن تكون متدرجة. ولا بد لكل دولة من أن تضمن في آليات تنفيذها لسياستها الوطنية للنفاذية الرقمية خطة إعلامية تناسبها، وتناسب مجتمعاتها، كما تناسب الميزانيات التي عادة ما تصرف حكومياً على حملات مماثلة.

نموذج خطة إعلامية لدعم سياسة النفاذية الرقمية:

  1. بناء المفاهيم وإعادة بناء مفهوم الإعاقة؛
  2. أن تعنى المقاربة القائمة على الحقوق النظر إلى الاشخاص ذوي الإعاقة على أنهم فئة "خاصة" في المجتمع، بالإضافة إلى أنهم ليسوا مجموعة متجانسة من الناس، مما يبرر الحاجة إلى منصات وبيئات حاضنة مختلفة للعمل والإبداع، وتتمحور هذه المقاربة حول النقاط التالية:

(أ)    الإعاقة هي مفهوم اجتماعي. وهي ليست حالة طبية، بل هي تفاعل ما بين الشخص والخصائص الوظيفية لبيئته المحيطة. على سبيل المثال، يتم استيعاب أو مفاقمة وضع الشخص ذوي الاعاقة حسب إعاقته (فقدان للبصر، خلل في وظائف فكرية أو حركية معينة) وذلك بحسب جهوزية إدماجه بنجاح في بيئة اجتماعية معينة؛

(ب)  إن إدماج الاشخاص ذوي الاعاقة حق من حقوق الإنسان لأن "جميع البشر يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق"، وبالتالي فهو هدف هام في حد ذاته؛

(ج)   إن الاشخاص ذوي الاعاقة هم - كما الجميع - بشر اجتماعيون، يزدهرون في التفاعل وتتشكل شخصياتهم من خلال كونهم جزءاً من المجتمع. والإدماج ضروري لتحقيق إمكاناتهم الكاملة على تنوعها.

  1. إشراك منظمات الاشخاص ذوي الاعاقة ومنظمات المجتمع المدني في بناء وتنفيذ الخطة الإعلامية المخصصة للنفاذية الرقمية، وذلك بناءً على المبدأ الحقوقي "لا شيء عنا بدوننا"، المؤكد في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
  2. اختيار نوع الحملة الإعلامية، وزمن إطلاقها ومدتها، والمجموعة المستهدفة منها. ومن أنواع الحملات الإعلامية المشابهة نجد أن نماذج أنواع الحملات هي:

حملات التوعية العامة طويلة الأمد

إن هدف هذه الحملة هو التوعية حول قضايا الإعاقة بين عامة الناس بمن فيهم الأشخاص ذوي الاعاقة - بهدف تغيير المواقف السلبية تجاه الأشخاص من ذوي الاعاقة والتوصل إلى حالة من الاعتراف الايجابي بمهارات هؤلاء الأشخاص واحتياجاتهم وحقوقهم. ومع ذلك، من المهم إدراك أن هذا النوع من التغيير لا يحدث سريعاً.

الحملات الإعلامية المركزة

(أ)    حملات لتغيير القوانين والسياسة والخدمات حول النفاذية الرقمية؛

(ب)  حملات دورية (مثال: أسبوع التوعية الوطني للنفاذية الرقمية)؛

(ج)   الجوائز والتقديرات (مثال: جائزة سنوية لأفضل مزود خدمات على مستوى النفاذية الرقمية)؛

(د)    المؤتمرات التخصصية حول النفاذية الرقمية.

الحملات المرتكزة على وسائل التواصل الاجتماعي

(أ)    الشراكة مع المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال أهداف النفاذية الرقمية إلى متابعيهم؛

(ب)  الشراكة مع جمعيات المجتمع المدني في بناء قاعدة متابعين لصفحات الحملة الإعلامية حول النفاذية الرقمية.

الحملات الإعلامية المرتكزة على نماذج معيارية للنفاذية الرقمية

إطلاق موقع شبكي وخدمات رقمية وتطبيق على الهواتف الذكية والأجهزة النقالة تحوي كامل خصائص النفاذية الرقمية كمثال من الممكن أن تشير إليه وسائل الإعلام وتستخدمه في أمثلتها وتغطياتها.